صمت الغرباء
Member
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز يتوقف الشخص في الصلاة من اجل فتح باب مثلا او الرد على الهاتف وان يعيد صلاته بعد اي فعل كان
وجزاك الله عنا كل الخير شيخنا الجليل
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
إذا كان الباب في قِبْلة المصلي فيجوز أن يتحرّك إليه ويفتحه ، ما لم يكن بعيدا بحيث يحتاج إلى عمل كثير .
ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ ، فَجِئْتُ ، فَمَشَى حَتَّى فَتَحَ لِي ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَقَامِهِ . وَوَصَفَتْ أَنَّ الْبَابَ فِي الْقِبْلَةِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
قال الإمام البخاري رحمه الله : بابُ مَنْ رَجَعَ الْقَهْقَرَى فِي صَلَاتِهِ أَوْ تَقَدَّمَ بِأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ .
قال ابن حجر : وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَازِ اَلْعَمَلِ فِي اَلصَّلَاةِ إِذَا كَانَ يَسِيرًا وَلَمْ يَحْصُلْ فِيهِ اَلتَّوَالِي . اهـ .
وقال ابن رجب رحمه الله : المشي اليسير في الصلاة لا تَبْطُل به الصلاة ، وهو قول جمهور السلف .
وقال أيضا : كذلك أبو برزة مَشى في صلاته إلى فَرَسه لَمّا انْفَلَتت ، فأخَذَها .
وقد قال أحمد : إذا فعل كَفِعل أبي برزة فَصلاته جائزة .
وقال حرب : قلت لأحمد : يفتح الباب - يعني : في الصلاة - حِيال القبلة ؟ قالَ : في التطوع .
ولعله أراد أنه لا يُكْره في التطوع خاصة ، ويُكْرَه في الفريضة .
وأكثر أصحابنا على أن ذلك يُرْجَع فيه إلى العُرْف ، فما عُدّ في العُرْف مَشْيًا كثيرا أبْطَل ، وما لم يُعَدّ كثيرا لم يُبْطِل ، وكذلك سائر الأعمال في الصلاة .
وقال : قال أصحابنا : وإنما يبطل العمل الكثير إذا توالى ، وما شك فيه لم يبطل ؛ لأن الأصل دوام الصحة ، فلا يزول بالشك في وجود المنافي .
وما تفرق من ذلك ، وكان إذا جُمِع كثيرا لم يُبْطِل . اهـ .
وأما الرَّدّ على الهاتف أثناء صلاة الفريضة فلا يجوز ؛ لأنه قَطْع للفريضة مِن غير عُذر ، ولا يجوز قَطْع الفريضة مِن غير عُذر .
قال شيخنا العثيمين رحمه الله : لو أن إنسانا كَبّر لِيُصَلّي صلاة الفريضة ، ثم استأذن عليه أحَد يَدقّ عليه الباب ، فإنه لا يجوز أن يَقطع الفريضة مِن أجل أن يأذَن لهذا الطارِق . اهـ .
ويُكرَه قَطْع النافلة مِن أجل الرَّدّ على الهاتف ؛ لأنه اشتغال بالمفضول عن الفاضل .
والله تعالى أعلم .