نوجز الكلام على " سجود الشكر " في النقاط التالية : 1. سجود الشكر من أعظم ما يشكر به العبد ربه جل وعلا ؛ لما فيه من الخضوع لله بوضع أشرف الأعضاء - وهو الوجه - على الأرض ، ولما فيه من شكر الله بالقلب ، واللسان والجوارح . 2. سجود الشكر من السنن النبوية الثابتة التي هجرها كثير من الناس . 3. الخلاف في مشروعية سجود الشكر يعدُّ خلافاً ضعيفاً ؛ لمخالفته ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن كثير من أصحابه رضي الله عنهم في ذلك . 4. سجود الشكر يُشرع كلما حصلت للمسلمين نعمة عامة ، أو اندفعت عنهم نقمة ، أو حصلت للمسلم نعمة خاصة ، سواء تسبب في حصولها ، أو لم يتسبب ، وكلما اندفعت عنه نقمة . قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - : فإن قلتَ : نعَمُ الله على عباده لا تزال واردة عليه في كل لحظة ؟ قلت : المراد النعَم المتجددة التي يمكن وصولها ويمكن عدم وصولها ، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد إلا عند تجدد تلك النعم مع استمرار نعم الله سبحانه وتعالى عليه وتجددها في كل وقت . " السيل الجرار " (1/175). 5. الصحيح أنه لا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة ، من الطهارة ، وستر العورة – ومنه الحجاب للمرأة - ، واستقبال القبلة ، وغيرها .
وهذا قول كثير من السلف ، واختاره بعض المالكية ، وكثير من المحققين ، كابن جرير الطبري ، وابن حزم ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، والشوكاني ، والصنعاني ، ورجحه كثير من مشايخنا ، ومنهم : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين – رحمهم الله - ، وغيرهم . خلافاً لمن اشترط لسجود الشكر ما يشترط للنافلة ، وهو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة ، وبعض الحنفية ، وبعض المالكية . ومما استدل به أصحاب القول الأول : أ. أن اشتراط الطهارة ، أو غيرها من شروط الصلاة لسجود الشكر : يحتاج إلى دليل ، وهو غير موجود ، إذ لم يأت بإيجاب هذه الأمور لهذا السجود كتاب ، ولا سنَّة ، ولا إجماع ، ولا قياس صحيح ، ولا يجوز أن نوجب على أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم أحكاماً لا دليل عليها. ب. أن ظاهر حديث أبي بكرة – " أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ " رواه الترمذي ( 1578 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 2774 ) وابن ماجه ( 1394 ) - وغيره من الأحاديث التي روي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد سجود الشكر ، تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يتطهر لهذا السجود ، فخروره صلى الله عليه وسلم مباشرةً يدل على أنه كان يسجد للشكر بمجرد وجود سببه ، سواء كان محدثا ، أم متطهراً ، وهذا أيضا هو ظاهر فعل أصحابه رضي الله عنهم . ج. أنه لو كانت الطهارة - أو غيرها من شروط الصلاة - واجبة في سجود الشكر : لبيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمَّته ؛ لحاجتهم إلى ذلك ، ومن الممتنع أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السجود ويسنُّه لأمته وتكون الطهارة - أو غيرها - شرطاً فيه ، ولا يسنُّها ، ولا يأمر بها صلى الله عليه وسلم أصحابَه ، ولا يروى عنه في ذلك حرف واحد . د. أن سبب سجود الشكر يأتي فجأة ، وقد يكون من يريد السجود على غير طهارة ، وفي تأخير السجود بعد وجود سببه حتى يتوضأ أو يغتسل : زوالٌ لسرِّ المعنى الذي شُرع السجود من أجله . هـ. أن هذه الشروط من الطهارة وغيرها إنما تشترط للصلاة ، ومما يدل على ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ الْخَلاءِ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَذَكَرُوا لَهُ الْوُضُوءَ فَقَالَ : ( أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأَ ) – رواه مسلم ( 374 ) - وسجود الشكر ليس صلاة ؛ لأنه لم يرد في الشرع تسميته صلاة ، ولأنه ليس بركعة ولا ركعتين ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن له تكبيراً ولا سلاماً ولا اصطفافاً ولا تقدم إمام ، كما سنَّ ذلك في صلاة الجنازة وسجدتي السهو بعد السلام وسائر الصلوات ، فلا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة . و. قياس السجود المجرد على سائر الأذكار التي تفعل في الصلاة وتشرع خارجها ، كقراءة القرآن - التي هي أفضل أجزاء الصلاة وأقوالها ، وكالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ، فكما أن هذه الأمور لا تشترط لها الطهارة إذا فعلت خارج الصلاة - مع أنها كلها من أجزاء الصلاة - : فكذلك السجود المجرد . قال علماء اللجنة الدائمة : الصحيح : أن سجود الشكر وسجود التلاوة لتالٍ أو مستمع : لا تشترط لهما الطهارة ؛ لأنهما ليسا في حكم الصلاة . الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن قعود . " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 7 / 263 ) . 6. القول الراجح في صفة سجود الشكر أنه لا يجب فيه تكبير في أوله ، أو في آخره ، أو تشهد ، أو سلام ، وهذا هو المنصوص عن الإمام الشافعي ، وهو قول الإمام أحمد في رواية عنه ، وهو وجه في مذهب الشافعية ؛ لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم . وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أنه لا يشرع في هذا السجود تشهد أو سلام ، بل هو بدعة ، لا يجوز فعله . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وأما سجود التلاوة والشكر : فلم يَنقل أحدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه أن فيه تسليماً ، ولا أنهم كانوا يسلمون منه ، ولهذا كان أحمد بن حنبل ، وغيره من العلماء : لا يعرفون فيه التسليم ، وأحمد في إحدى الروايتين عنه لا يسلِّم فيه ؛ لعدم ورود الأثر بذلك ، وفي الرواية الأخرى يسلِّم واحدة ، أو اثنتين ، ولم يثبت ذلك بنصٍّ ، بل بالقياس ، وكذلك من رأى فيه تسليماً من الفقهاء ليس معه نصٌّ ، بل القياس أو قول بعض التابعين . " مجموع الفتاوى " ( 21 / 277 ) . وقال – رحمه الله – عن سجود التلاوة والشكر - : فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمِّ ذلك صلاة ، ولم يشرع لها الاصطفاف ، وتقدم الإمام ، كما يشرع في صلاة الجنازة ، وسجدتي السهو بعد السلام ، وسائر الصلوات ، ولا سنَّ فيها النبي صلى الله عليه وسلم سلاماً ، لم يُروَ ذلك عنه ، لا بإسنادٍ صحيح ولا ضعيف ، بل هو بدعة ، ولا جعل لها تكبير افتتاح . " مجموع الفتاوى " ( 23 / 171 ) . 7.أنه لا يجب فيه ذِكْرٌ معيَّن ، وإنَّما يشرع للساجد أن يقول في سجوده ما يناسب المقام ، من حمد الله وشكره ودعائه واستغفاره ، ونحو ذلك . قال الشوكاني - رحمه الله - : فإن قلت : لم يرِد في الأحاديث ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم في سجود الشكر ، فماذا يقول الساجد للشكر ؟ قلت : ينبغي أن يستكثر من شكر الله عز وجل ؛ لأن السجود سجود شكر . " السيل الجرار " ( 1 / 286 ) . 8. أنه لا يسجد للشكر إذا بُشِّر بما يسره وهو يصلي . لأن سبب السجود ، في هذه الحالة ليس من الصلاة ، وليس له تعلق بها ، فإن سجد متعمِّداً : بطلت صلاته ، كما لو زاد فيها سجوداً متعمداً ، أو سجد فيها لسهو صلاة أخرى ، وكما لو صلى فيها صلاة أخرى ، وهذا القول هو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة . وقال بعض الحنابلة : إنه يستحب سجود الشكر في هذه الحالة ، قياساً على سجود التلاوة . ويمكن أن يناقش دليلهم : بأن ما ذكروه من القياس غير صحيح ؛ لأنه قياس مع الفارق ، فإن سجود التلاوة سببه من أفعال الصلاة ، وهو القراءة ، أما سجود الشكر : فسببه من خارج الصلاة . قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : مَن سَجَدَ سَجْدةَ الشُّكر عالماً بالحُكم ، ذاكِراً له : فإنَّ صلاتَه تبطُلُ ... . وما ذكرَه المؤلِّفُ صحيحٌ ؛ أي : أنَّ الصَّلاة تبطلُ بسُجودِ الشُّكرِ ؛ لأنَّه لا علاقة له بالصَّلاة ، بخلافِ سُجودِ التِّلاوة ؛ لأن سُجودَ التِّلاوةِ لأمرٍ يتعلَّق بالصَّلاة ، وهو القِراءة . " الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 4 / 107 ، 108 ) . 9. سجود الشكر يُشرع للراكب على الراحلة بالإيماء ، ويومئ على قدر استطاعته . 10. أنه يجوز قضاء سجود الشكر إذا لم يتمكن من أدائه في وقته . وإذا بُشِّر الإنسان بما يسرُّه ، أو حصلت له نعمة ولم يسجد ، ولم يأت له عذر في ترك السجود عند حصول سببه : فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يشرع له قضاء هذا السجود بعد ذلك ؛ وذلك لأنه غير معذور في تأخير السجود . انظر " حاشية قليوبي " ( 1 / 209 ) . انتهى ملخَّصاً مرتَّباً – بزيادة يسيرة - من بحث بعنوان " سجود الشكر وأحكامه في الفقه الإسلامي " ، إعداد : الدكتور : عبد الله بن عبد العزيز الجبرين وفقه الله . نشره في " مجلة البحوث الإسلامية "( 36 / 267 – 309 ) .
"الأستئذان ثلاثاً " عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
سلم عبد الله بن قيس على عمربن الخطاب ثلاث مرات فلم يؤذن له فرجع ، فأرسل عمر بن الخطاب في أثره فقال : لم رجعت ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يُجَب فليرجع ))
رواه البخاري ومسلم
فأين حالنا من هدي السلف في الإستئذان ؟ يستأذن الرجل فلا ينصرف حتى يوقظ النائم ، ويفزع الصغير ، وربما استأذن في أوقات النهي المحددة في آيةالإستئذان
وربما يستخدم كل وسيلة ثلاثا : القرع ثلاثا ، فإن لم يجب فالجرس ، فإن لم يجب فالنداء بالصوت ثلاثا ، فإن لم يجب فربما استعمل الهاتف .
الحكمة من تثليث الاستئذان قال ابن عبد البر في التمهيد : قال بعضهم: المرة الأولى من الاستئذان:
استئذان ، والمرة الثانية: مشورة ، هل يؤذن في الدخول أم لا ،
والثالثة: علامة الرجوع ولايزيد على الثلاث. أهـ
السلام أم الاستئذان قال النووي في شرح صحيح مسلم :
أجمع العلماء أن الاستئذان مشروع وتظاهرت به دلائل القرآن والسنة وإجماع الأمة ،
والسنة أن يسلم ويستأذن ثلاثا فيجمع بين كلاهما السلام والاستئذان كما صرح به القرآن ،
واختلفوا في أنه هل يستحب تقديم السلام ثم الاستئذان أو تقديم الاستئذان ثم السلام ؟ الصحيح الذي جاءت به السنة وقاله المحققون أنه يقدم السلام فيقول : السلام عليكم أأدخل ؟ والثاني : يقدم الاستئذان ، والثالث : هو اختيار الماوردي من أصحابنا إن وقعت عيني المستأذن على صاحب المنزل
قبل دخوله قدم السلام ولا يقدم الاستئذان ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان في تقديم السلام. والله المستعان
حين تركب انت سيارتك وأنتِ حين تركبين سيارة الأجرة أو الباص هل فكرتم يوما أن تدعوا دعاء الركوب ؟؟؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أهل العلم من ذهب إلى قصر استحباب دعاء الركوب على السفر فقط. وهذا ما ذهب إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله؛ إذ قال في مجموع الفتاوى: دعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب العبد للدابة، أو السيارة، أو الطائرة، أو الباخرة أو غيرها لقصد السفر. أما الركوب العادي في البلد أو في المصعد فلا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على شرعية قراءة دعاء السفر. ومعلوم عند أهل العلم أن العبادات كلها توقيفية، لا يشرع منها إلا ما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع الصحيح.
ومن أهل العلم من ذهب إلى استحباب دعاء الركوب عند الركوب عموما سفر أو حضرا. وممن ذهب إلى ذلك سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، فقد سئل: هل يلزم في ركوب الدابة كلما ركب الدابة قرأ دعاء الركوب ؟
فأجاب رحمه الله:
ظاهر القرآن أن الإنسان كلما ركب على البعير، أو السيارة، أو السفينة، أو القطار أن يقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ.
لقاءات الباب المفتوح -اللقاء الخامس
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما نصه: يسن للراكب إذا استوى على دابته أن يكبر ثلاثا ثم يقرأ آية: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. ويدعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن علي بن ربيعة قال: شهدت عليا رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. ثم قال:... إلخ
وإذا ركب للسفر دعا بما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى... إلخ.
" المضمضة بعد شرب اللبن ونحوه" عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " شرب لبنًا فمضمض وقال: إن لـه دسمًا". [البخاري ومسلم ].
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x600 and weights 51KB.
قال ابن حجر في الفتح
(فيه بيان العله للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم) . المرجع : مختصر لكتاب الوصية ببعض السنن شبه المنسية
قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح الترمذي : عندما سئل :
هل يقاس الحليب على اللبن ؟
أجاب حفظه الله : والحليب مثل اللبن الدسومة موجودة في هذا وفي هذا وقد يكون أشد من اللبن
لأن اللبن اُخرج منه الدهن ولكن بقي له بقايا وأما الحليب فالدهن موجود فيه لم يخرج
واللبن يطلق على الحليب " شَرب اللبن أو يُرضع اللبن "
لكن اللبن يطلق على المخيض الذي أخرج زبده ودهنه والحليب هو الذي لم يخرج منه
ويطلق على الحليب أنه لبن مثل ما يقال رضع اللبن أي رضع الحليب . إنتهى كلامه حفظه الله فيمكن هنا أن نقول أنّ العلة دائرة حول الدسم فإن وجد دسم
تستحب المضمضة في اللبن والحليب أو أي شيء له دسم
كما أفاده الحافظ في الفتح لحديث ابن عباس الذي رواه الشافعي وقال فيه ابن عباس لو لم أتمضمض ماباليت
" كف الصبيان عند جنح الليل" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ ) رواه البخاري (3280) ومسلم (2012) ،
وبوب عليه النووي بقوله : باب الأمر بتغطية الإناء ،
وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب ،
وذكر اسم الله عليها ، وإطفاء السراج والنار عند النوم ،
وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب . وروى مسلم (2013) عن جابر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ – أي كل ما ينتشر من ماشية وغيرها - وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ـ في الحديث الأول ـ : " ( جُِنح الليل ) هو بضم الجيم وبكسرها ، والمعنى : إقباله بعد غروب الشمس ، يقال : جنح الليل : أقبل . قوله : ( فخلوهم )قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة ، لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا ، والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا ،
والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به ، فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت . والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار ؛ لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وكذلك كل سواد " انتهى. " فتح الباري " (6/341) -------------
وقال الإمام النووي رحمه الله : " هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والأدب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا ، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسبابا للسلامة من إيذائه ، فلا يقدر على كشف إناء ،ولا حل سقاء ، ولا فتح باب ، ولا إيذاء صبي وغيره إذا وجدت هذه الأسباب وهذا كما جاء في الحديث الصحيح أن العبد إذا سمى عند دخول بيته قال الشيطان : ( لا مبيت )أي : لا سلطان لنا على المبيت عند هؤلاء ، وكذلك إذا قال الرجل عند جماع أهله : ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا )
كان سبب سلامة المولود من ضرر الشيطان ، وكذلك شبه هذا مما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة . وفى هذا الحديث الحث على ذكر الله تعالى في هذه المواضع ، ويلحق بها ما في معناها ،
قال أصحابنا : يستحب أن يذكر اسم الله تعالى على كل أمر ذي بال ، وكذلك يحمد الله تعالى في أول كل أمر ذي بال ، للحديث الحسن المشهور فيه . قوله ( جنح الليل ) هو بضم الجيم وكسرها ، لغتان مشهورتان ، وهو ظلامه ، ويقال : أجنح الليل : أي : أقبل ظلامه ، وأصل الجنوح الميل . قوله صلى الله عليه وسلم : ( فكفوا صبيانكم )أي : امنعوهم من الخروج ذلك الوقت . قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن الشيطان ينتشر)أي : جنس الشيطان ، ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذ . والله أعلم " انتهى. " شرح مسلم " (13/185)
وسئلت اللجنة الدائمة السؤال الآتي : " في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم ) ثم جاء فيه : ( وأطفئوا مصابيحكم ) فهل هذا الأمر للوجوب ؟؟؟ وإن كان للاستحباب فما هي القرينة الصارفة له عن الوجوب ؟؟؟ فأجابت : " هذه الأوامر الواردة في الحديث محمولة على الندب والإرشاد عند أكثر العلماء ، كما نص عليه جماعة من أهل العلم ، منهم : ابن مفلح في " الفروع " (1/132) ، والحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (11/87) والله أعلم " انتهى. " فتاوى اللجنة الدائمة " (26/317) والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب
" التأخر فى الطريق للنساء" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إستأخرن ؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق. فكانت المرأة تلتصق بالجدار ،
حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به )) الراوي: أبو أسيد المحدث: الألباني المصدر: صحيح أبي داود
إن من آداب مشي النساء مع الرجال في الطريق ألا يمشين في وسط الطريق حيث يكون فيه الرجال،
وإنما يمشين في الجوانب، ووسط الطريق يكون للرجال، بحيث لا تزاحم النساء الرجال،
وتكون بعيدة عن مزاحمتهم في حافات الطريق وجانبيه، ولا تمشي في وسطه،
فالوسط إنما هو للرجال، فهذا من الآداب التي جاء بها الإسلام،
وأنه عند وجود النساء مع الرجال في الطريق لا يختلطن أو يمتزجن معهم،
وإنما يسلكن الجوانب وهم في الوسط.
وقد أورد أبو داود حديث أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق،
فقال: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق). (استأخرن) أي: عن الرجال، (فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق) أي: أن تمشين في وسطه، (عليكن بحافات الطريق) وهي جوانبه، فكانت المرأة تلتصق بالجدار
وتقرب من الجدار حتى إن ثوبها يعلق بالجدار من شدة قربها منه، والتصاقها به
" سؤال الله من فضله عند سماع صوت الديك
والاستعاذة من الشيطان عند سماع نهيق
الحمار ونباح الكلب " عن أبي هريرة رضي الله عنه عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت مَلَكَاً وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شَيطاناً)
رواه البخاري ومسلم.
قوله (إذا سمعتم نهيق الحمير).
زاد النسائي وأبو داود والحاكم من حديث جابر (ونباح الكلاب).
* قال القاضي عياض: سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع والإخلاص"
و قال أيضاً: " وفائدة الأمر بالتعوذ لما يخشى من شر الشيطان وشر وسوسته فيلجأ إلى الله في ذلك".أ.هـ * قال الفيروزبادي في عون المعبود: "قيل في الحديث دلالة على نزول الرحمة عند حضور أهل الصلاح فيستحب الدعاء في ذلك الوقت وعلى نزول الغضب عند رؤية أهل المعصية فيستحب التعوذ" * قال المباركفوري في تحفة الأحوذي :
( الديكة)"جمع ديك وهو ذكر الدجاجة وللديك خصيصته ليست لغيره من معرفته الوقت الليلي فإنه يقسط أصواته فيها تقسيطاً لا يكاد يتفاوت ويوالي صباحه قبل الفجر وبعده لا يكاد يخطئ سواء طال الليل أم قصر" أ.هـ
قال الشيخ ابن باز رحمه الله
---------- شرع لنا عند صياح الديك أن نسأل الله من فضله،
قال النبي: (إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً)، وعندنهيق الحُمر ونباح الكلاب يتعوذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم فإنها رأت شيطاناً، هذا مأمورٌ به، وهذا الأمر يرجى أن تجاب فيه الدعوة، لكن ما أعلم فيه صريحاً أنها تجاب الدعوة، لكن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا يؤخذ منه أنه حري بالإجابة في هذا؛ لأنه امتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قال: اللهم اغفر لي، اللهم أعطني من فضلك، أو اللهم أدخلني الجنة عند سماع صوت الديكة فيرجى له الخير؛ لأنه امتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول قال: (إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحُمر- وفي اللفظ الآخر: ونباح الكلاب- فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً).
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( صم في كل شهر ثلاثة فإن لك بكل حسنة عشرة أمثالها فإن ذلك صيام الدهر) متفق عليه.
ويستحب أن تكون الأيام البيض لحديث أبي ذر قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إذا صمت من الشهر ثلاثاً فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة).
رواه الترمذي وقال حديث حسن.
*وحديث قتادة بن ملحان عند أصحاب السنن بلفظ " كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وقال : هي كهيئة الدهر".
وجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال : ( أوصاني خليلي صلي الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام ) قال الحافظ ابن حجر :
الذي يظهر أن المراد بها البيض.
*و جاء في فضل الصيام حديث أبي هريرة في الصحيحين
أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "قال الله :كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به وفي رواية : والحسنة بعشرة أمثالها والصيام جُنَّة...... والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما :" إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصيامه "
وجاء في رواية مسلم " والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به "
* قال النووي "
استحباب الثلاثة هي أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، هل لابد أن تكون في الأيام البيض فقط ؟ أم يجوز أن يصام منها ثلاثة أيام من أي يوم في الشهر ؟ فأجاب :
" يجوز للإنسان أن يصوم في أول الشهر ، أو وسطه ، أو آخره ، متتابعة ، أو متفرقة ، لكن الأفضل أن تكون في الأيام البيض الثلاثة وهي : ثلاثة عشر ، وأربعة عشر ، وخمسة عشر ، "قالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، لا يبالي أصامها من أوله ، أو آخر الشهر " انتهى . "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (20 /السؤال رقم 376) .
فإن الاثنين والخميس يومان تعرض فيهما أعمال العباد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومهما.
روى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم. " ويكفيهما هاتان الخصلتان فضلا.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس "
ويمكننا احتساب هذه النوايا فى صيامنا :
(1) ابتغاء مرضاة الله تعالى
(2) اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(3) أن يباعد اللهُ منك جهنمَ مسيرة مائة عام
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من صام يوماً في سبيل الله ؛ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "
السلسلة الصحيحة ( 6 / 2565 )
(4) أن يجعل الله بينك وبين النار خندقا
كما بين السماء والأرض
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من صام يوماً في سبيل الله ؛ جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض " حسن : السلسلة الصحيحة ( 2 / 563 )
(5) أن يشفع لك الصيام يوم القيامة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ؛
فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان "
إسناده صحيح : رواه أحمد ( 2/174 )
(6) أن تدخل من باب الريان يوم القيامة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال :
أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ؛ فلم يدخل منه أحد "
و في رواية عند ابن خزيمة :
" ....... فإذا دخل آخرهم أغلق ، و من دخل شرب ، و من شرب لم يظمأ أبداً " رواه البخاري (1896) ، و مسلم (1152) ، و الترمذي (765) ،
و ابن ماجة (1640) ، و النسائي (4/118) ، و ابن خزيمة (1902)
(7) رجاء أن يُختم لك بصيام يوم فتدخل الجنة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من خُتم له بصيام يوم ؛ دخل الجنة "
رواه البزار عن حذيفة ، و صححه الألباني في صحيح الجامع (6224)
(8) أن يُرفع عملُك وأنت صائم
عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس ،
فسألته ؟ فقال : " إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " صحيح : فتح الباري ( 4 / 278 )
فلنزيد من النوايا والاحتساب
ونسأل الله الكريم أن ننال هذا الفضل العظيم
ولا ننسى إخواننا المسلمين والمسلمات المستضعفين في كل مكان فلا نستهين بدعوة ـ حال صيامنا ـ يفتح الله لها أبواب السماء فينتصر بها إخواننا .... لا ندري
"إصلاح ذات البين" قال - صلى الله عليه وسلم : (( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله! قال : إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة ))
صحيح الجامع : ح 2595 .
** لقد غابت هذه السنة المباركة من بين أكثر الناس .. فبدلا من أن يسعى الرجل لإصلاح ذات البين وإذا به يمشي بين الناس بالنميمة لإفساد ذات البين - ولا حول ولا قوة إلا بالله - .
.
**فإصلاح ذات البين أمر جليل ولذلك أباح النبي - صلى الله عليه وسلم - الكذب في ثلاث مواطن وكان من بينهما أن يكذب الرجل للإصلاح بين المسلمين المتخاصمين . قال - صلى الله عليه وسلم : (( ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا ويقول خيرا )) متفق عليه . ---------------
التحذير من التخاصم والتقاطع والتدابر :
حذرنا الله تعالى من التخاصم والتدابر والتقاطع وبغضه إلينا وحبب السلام والأمان والوئام والتوافق إلى خلقه
فقال تعالى :
( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )
وقال تعالى :
( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .
وقال الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( من هجر أخاه فوق سنة فهو كسفك دمه )
فبادر أخي الحبيب وأختي الحبيبة إلى إنهاء كل خصومة وكن من الذين يصلحون إذا افسد الناس
واعلم أن إصلاح ذات البين من شعب الإيمان .
إن المكارم كلها لو حصلت ؛؛؛؛؛؛؛؛؛ردعت بجملتها إلى شيئين
تعظيم أمر الله جلا جلاله ؛؛؛؛؛؛؛؛؛والسعي في إصلاح ذات البين
لعله اثر هذا الكلام على قلوبنا وعقولنا وضمائرنا فأزاح عنها غبش وآثار الخصام والتقاطع والتجافي
وان لم يؤثر كل الذي ذكرته أقول لذلك القلب والعقل والضمير ما قاله الشاعر : وعند الله تجتمع الخصوم !!
قال - صلى الله عليه وسلم : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ))
متفق عليه .
قال الله تعالى : ( وَافْـعَـلـُوا الْخـَيـْرَ لَعَـلـَّكـُمْ تُفـْلـِحـُونَ)[الحج: 77]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ؛ نفس الله عنه كربة من كرب يومالقيامة، ومن يسر على معسرٍ ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ،
ستره الله في الدنيا والآخرة.والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ؛ سهل الله له طريقاً إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله؛ لم يسرع به نسبه))
رواه مسلم * فهل يعمل كل مسلم بتلك الوصية النبوية المباركة أم أن أكثر الناس لا ينشغل إلا بنفسه ولسان حاله يقول : نفسي نفسي ؟!!! * أين الذين كانوا يمشون في حوائج إخوانهم رغبة فيما عند الله ؟ * أين هذا الصنف الكريم الذين كان الله ( عز وجل ) يستعملهم لإدخال السرور والسعادة على المسلمين ؟. نسأل الله ( عز وجل ) أن يؤلف بين قلوب المسلمين وأن يجمع شتاتهم وأن يجعلهم جميعا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
" الأكل بثلاثة أصابع , ورفع اللقمة عند سقوطها , وإماطة ما بها من أذى وأكلها "
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال عن أبيه قال: ( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها ). رواه مسلم وأحمد وأبو داود .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه قال " فلا يمسح يده بالمنديل حتى يَلعَقَها أو يُلعقها ". رواه البخاري ومسلم.
* والعلة من ذلك جاءت في حديث جابر :
( أن النبي صلي الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال : " إنكم لا تدرون في أيِّهِ البركة " رواه مسلم.
* قال ابن عثيمين " أنه ينبغي للإنسان أن يأكل بثلاث أصابع ...لكن هذا في الطعام الذي يكفي فيه ثلاث أصابع
أما الطعام الذي لا يكفي فيه ثلاث أصابع مثل الأرز فلا بأس أن تأكل بأكثر".
*قال ابن القيم -رحمه الله – " ... فأنفع الأكل أكله صلي الله عليه وسلم وأكل من أقتدى به بالأصابع الثلاث
* لعق النبي صلي الله عليه وسلم أصابعه سنة ,
والحكمة منها جاءت في حديث جابر قول النبي صلي الله عليه وسلم"لا تدرون في أيِّهِ البركة". * ذكر بعض الأطباء أن الأنامل –بإذن الله- تفرز إفرازات عند الطعام تعين على هضم الطعام في المعدة . * إن الشيطان يلازم الإنسان ويرغب في مشاركته حتى في أكله وشربه
وأن أكل اللقمة الساقطة بعد إماطة الأذى منها فيه حرمان للشيطان . * أن البركة قد تكون فيما أكله الإنسان أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في الصحفة أوفي اللقمة الساقطة .
عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم ) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي.
* فيه استحباب لبس الأبيض من الثياب ,
فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يلبسه ,
جاء عند البخاري "أن أبا ذر قال : أتيت النبي صلي الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض"
* وقد رأى النبي صلي الله عليه وسلم ملكين شاركا في غزوة أحد وعليهما ثياب بيض ,
" عن سعد بن أبي قاص رضي الله عنه قال قال : رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد
ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد " متفق عليه
وزاد مسلم قال سعد :" يعني جبريل وميكائيل ". قال النووي في شرح هذا الحديث : " فيه فضيلة الثياب البيض"
" الاستنثار بعد القيام من النوم " عن أبي هريرة رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه " .صحيح البخاري
حديث أبي هريرة في الأمر بالاستنثار , وفيه " فإن الشيطان يبيت على خيشومه " والخيشوم بفتح الخاء المعجمة وبسكون الياء التحتانية وضم المعجمة وسكون الواو هو الأنف , وقيل : المنخر , وقوله : " فليستنثر " أكثر فائدة من قوله : " فليستنشق " لأن الاستنثار يقع على الاستنشاق بغير عكس , فقد يستنشق ولا يستنثر , والاستنثار من تمام فائدة الاستنشاق , لأن حقيقة الاستنشاق جذب الماء بريح الأنف إلى أقصاه والاستنثار إخراج ذلك الماء , والمقصود من الاستنشاق تنظيف داخل الأنف والاستنثار يخرج ذلك الوسخ مع الماء فهو من تمام الاستنشاق , وقيل : إن الاستنثار مأخوذ من النثرة وهي طرف الأنف , وقيل : الأنف نفسه , فعلى هذا فمن استنشق , فقد استنثر لأنه يصدق أنه تناول الماء بأنفه أو بطرف أنفه , وفيه نظر . ثم إن ظاهر الحديث أن هذا يقع لكل نائم ويحتمل أن يكون مخصوصا بمن لم يحترس من الشيطان بشيء من الذكر , لحديث أبي هريرة المذكور قبل حديث سعد فإن فيه " فكانت له حرزا من الشيطان " وكذلك آية الكرسي , وقد تقدم فيه " ولا يقربك شيطان " ويحتمل أن يكون المراد بنفي القرب هنا أنه لا يقرب من المكان الذي يوسوس فيه وهو القلب فيكون مبيته على الأنف ليتوصل منه إلى القلب إذا استيقظ , فمن استنثر منعه من التوصل إلى ما يقصد من الوسوسة , فحينئذ فالحديث متناول لكل مستيقظ . ثم إن الاستنشاق من سنن الوضوء اتفاقا لكل من استيقظ أو كان مستيقظا , وقالت طائفة بوجوبه في الغسل وطائفة بوجوبه في الوضوء أيضا ,
في صحيح مسلم والنسائي و غيرهما في الحديث الصحيح من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يصبح على كل سُلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحه صدقة وكل تحميده صدقة وكل تهليله صدقة وكل تكبيرة صدقة أمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى فصلاة الضحى أنها تجزي عن الصدقة التي تصبح على مفاصل الإنسان في كل يوم وهي ثلاثمائة وستون مفصلاً ) كما أخرجه الإمام مسلم
فالجسم فيه ثلاثمائة وستون مفصلاً لابد من التصدق عنها كلها ، ويجزي عن ذلك أي يقوم مقام ذلك ركعتان يركعهما من الضحى
أقل صلاة الضحى: ركعتــان. أفضلها: أربع ركعـات، مثـنى مثـنى. أكثرها: ثمان ركعات، وقيل اثنتا عشرة ركعة، وقيل لا حدَّ لأكثرها. خرج البخاري في صحيحه بسنده قال:سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: "ما حدثنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أم هانئ ، فإنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثماني ركعات " . وعن عائشة عند مسلم: "كان يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء" وعن نعيم بن همار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول الله تعالى: ابن آدم، لا تعجزني من أربع ركعات من أول نهارك أكفك آخره". وعن جابر عند الطبراني في الأوسط كما قال الحافظ في الفتح: "أنه صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ست ركعات"، وعن أنس مرفوعاً: "من صلى الضحى ثنتي عشرة بنى الله له بيتاً في الجنة".
وموعدها من بعد شروق الشمس بثلث الساعة حتى قبل صلاة الظهر بثلث ساعة أيضاً وحكى الحافظ العراقي في شرح الترمذي أنه اشتهر بين العوام أن من صلى الضحى ثم قطعها يعمي فصار كثير من الناس يتركونها أصلا لذلك . وليس لما قالوه أصل بل الظاهر أنه مما ألقاه الشيطان على ألسنة العوام ليحرمنهم الخير الكثير لاسيما ما وقع في حديث أبي ذر واعلموا : ( أن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه لتكونوا من أصحاب السعير ) . قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم على حديث أبي ذر ويجزي في ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ،
كان صلى الله عليه وسلم يخفف فيها القراءة، مع إتمام الركوع والسجود، فهي صلاة قصيرة خفيفة، فعن أم هانئ رضي الله عنها في وصفها لصلاته لها: " فلم أر قط أخَـفًّ منها، غير أنه يتم الركوع والسجود". وفي رواية عبد الله بن الحارث رضي الله عنه:
"لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجـوده،كل ذلك يتقارب". قال الحافظ:
(واستدل به على استحباب تخفيف صلاة الضحى، وفيه نظر،لاحتمال أن يكون السبب فيه التفرغ
لمهمات الفتح لكثرة شغله به، وقد ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم الضحى،
فطوَّل فيها أخرجه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة).
وقـــت صـــلاة الضحـــى في رواية مسلم رحمه الله من حديث أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بعد ما أرتفع النهار يوم الفتح ورواه أصحاب السنن والبيهيقي وأحمد أنه من طلوع الفجر وعلى تقدير أن يكون النهار من طلوع الفجر فلا مانع من أن يراد بهذه الأربع ركعات بعد طلوع الشمس لأن ذلك الوقت ما خرج عن كونه أول النهار وهذا هو الظاهر من الحديث وعمل الناس فيكون المراد بهذه الأربع ركعات صلاة الضحى وأن وقت صلاة الضحى من بعد طلوع الفجر إلى الاستواء وأفضله حين ترمض الفصال وهو قبيل الاستواء وفي الحديث الذي أخرجه ابن خزيمه في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الضحى صلاة الأوابين لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب وهي صلاة الأوابين ) وصححه الألباني
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x1132 and weights 134KB.
ومن السنة أن يقرأ فيها بسورتي ( والشمس وضحاها – والضحى )
" السترة فى الصلاة " السترة في الصلاة هي احد السنن المهجورة في مجتمعنا اليوم حيث اعرض عن العمل بها العديد من الناس وحتى أئمة المساجد الذين يُفترض فيهم أن يكونوا قدوة للناس، وصاروا يصلون في كثير من الأحيان في منتصف المسجد ليس بين أيديهم سترة، وقليل جداً الذين يتخذونها والسترة هي
ما يضعه المصلي امامه ليحول بينه وبين الناس كمؤخرة الرحل او شيء بارز او قائم كالعصا المنصوب المغروز بالأرض ...
عن ابن عمر:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يغدو إلى المصلى في يوم العيد والعنزة تحمل بين يديه فإذا بلغ المصلى
نصبت بين يديه فيصلي إليها وذلك أن المصلى كان فضاء ليس فيه شيء يستتر به
"العنزة :بفتحات , مثل نصف الرمح وأكبر شيئاً ، وفيها سنان كسنان الرمح ،
وهي تسمى حربة . يستتر به : أي يتخذه سترة في حالة الصلاة (1)
فهكذا كان عليه الصلاة والسلام إذا سافر أو خرج إلى العراء فحضرته الصلاة صلى إلى سترة،
فقد تكون هذه السترة هي عَنزَته، وقد تكون شجرة يصلي إليها، وكان أحيانا يصلي إلى الرَّحل،
وهو ما يُرمى على ظهر الجمل يضعه بين يديه ويصلي إليه
و قوله عليه الصلاة والسلام:
{إذا صلى أحدكم الى سترة فليدن منها ، لا يقطع الشيطان عليه صلاته}.(2)
فنستنتج من هذا الحيث امرين :
الاول : الصلاة الى سترة . الثاني: أن لا يكون بعيدا عن هذه السترة ، وإنما عليه أن يدنو منها ، هذا الدنو قد جاء تحديده في الاحاديث الاتية : "وكان صلى الله عليه وسلم يقف قريبا من السترة فكان بينه وبين الجدار ثلاثة اذرع " "و بين موضع الصلاة والجدار ممرة شاة " (3)
ممر شاة تكون عادة في عرض شبر أو شبرين بكثير يعني اذا سجد المصلي فيكون الفراغ الذي بينه وبين السترة مقدار شبر أو شبرين ، وبالتالي لا يدنو منها كثيرا حتى لا يكون كبعض الناس الذين يُبالغون في التقرب إليها حتى يكاد أحدهم أن ينطحَ الجدار برأسه .وبالتالي فاثناء الوقوف تكون بينه وبين الجدار مسافة ثلاث اذرع وفي حالة السجود تكون ممر شاة .
حكم السترة في الصلاة
وكما هو معلوم فان اتفق العلماء على ثبوت السترة عن رسول الله
الا انهم اختلفو حول وجوبها ولكلا الفريقين ادلة اعتمدو عليها
وايّا كان القول الراجح فتبقى السترة امرا حرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وامر به في احاديث صحاح وعلينا اتباعه فيه
مسائل حول السترة
1- تحصل السترة بكل ما ينصبه المصلي تجاه القبلة كالجدار أو العصا أو العمود ، ولا تحديد لعرض السترة .
2- الارتفاع للسترة يكون مثل مؤخرة الرحل أي ما يقارب الشبر تقريبا.
3- المسافة بين القدمين إلى السترة ثلاثة أذرع تقريبا بحيث يكون بينه وبينها قدر إمكان السجود.
4- السترة إنما تشرع بالنسبة للإمام والمنفرد (سواء الفريضة أو النافلة).
5- سترة الإمام سترة للمأموم فيجوز المرور بين يدي المأموم لحاجة.
_________________
(1) - صحيح سنن ابن ماجه باختصار السند للشيخ الالباني /ج:1/ الحديث رقم :1077
(2) - صحيح سنن ابي داود للشيخ الالباني /ج:1/ الحديث رقم 643
(3) الاول رواه البخاري واحمد والثاني رواه مسلم والبخاري
أين القلوب التى اجتمعت على الحب في الله .. أين الأخوه الصادقة ... أين المحبة التى لا يشوبها شيء من المصالح والمنافع النيوية ... أين أصحاب القلوب التقية النقية الذين يحبون إخوانهم لله ويحبون لهم الخير كما يحبونه لأنفسهم فيدعون لهم بظهر الغيب فيسخر الله ( عز وجل ) لم ملكا كريما ليدعو لهم .
قال - صلى الله عليه وسلم :
(( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل. )) رواه مسلم .
ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخره
وعن ابي هريره رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يستر عبد عبدا في الدنيا الا ستره الله يوم القيامه
ستر الله على المسلم: إن المسلم إذا أصاب حدًّا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه.. وإن أقيم عليه الحد فهو كفارة ذنبه...
إن من الصفات الحميدة التي ضيعها الكثير من المسلمين إلا من رحم الله ، ستر عورات المسلمين، والأخذ بأيدي هؤلاء الذين يعملون السيئات إلي الله تعالى، ليتوبوا من قريب بدلا من هتك عوراتهم، وكشف عيوبهم ، وإعانة الشيطان عليهم. يجب على كل مسلم ان يتقي الله في نفسه وفي أهل بيته،
وفي أمواله وفي الناس جميعا، وأن يتجنب معصيته. وإذا تغلب عليه الشيطان و اوقعه في معصية، وجب عليه أن يستر نفسه بستر الله، ولا يفضح نفسه بين الناس، وأن يتوب إلي الله عز وجل عسى أن يغفر له ويتوب عليه.
.. والله تعالى يستر ذنوب عبده المؤمن في الدنيا وفي الآخرة، ففي الحديث: " إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا.. فيقول نعم أي رب،
حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم.."
(البخاري: 2441، وأحمد: 2 / 74)
وفي الحديث: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه". البخاري 6069.. والحديث صرح بذم من جاهر فيستلزم مدح من يستر
" التبسم فى وجه أخيك " يظن بعض الناس أن المسلم الملتزم لابد أن يكون عابس الوجه ... وهذا خطأ شديد فالمسلم لابد أن يرفع شعار الرحمة والبسمة ليعرف الناس أن الإسلام يدعو إلى الرحمة وحسن الخلق . قال تعالى: { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين }
آل عمران : 159
وقال تعالى { واخفض جناحك للمؤمنين }
الحجر : 88 .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة )) . متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ))