بسم الله الرحمن الرحيم
يوم الجمعة 6/3/1434هـ
المقدم : أحمد المطوع
الضيف الشيخ : سعد بن تركي الخثلان – حفظه الله –
يوم الجمعة 6/3/1434هـ
المقدم : أحمد المطوع
الضيف الشيخ : سعد بن تركي الخثلان – حفظه الله –

** الآن في قضية تُثار حول ما يتعرض له إخواننا المسلمين في مالي من قصف امتد على مدار الأسبوعين الماضيين وسقوط مجموعة من المسلمين هناك نتيجة هذا العدوان الذي يُمارس ضدهم من الدولة الفرنسية .
** المال الذي يزيد وينقص هل تجب فيه الزكاة ؟
** لديه مزرعة تبعد عن مقر سكنه ما يزيد على 140 كيلو متر ويتردد إلى هذه المزرعة بين فينة وأخرى ، أحياناً في الأسبوع مرة أو مرتين أو ثلاث يُقيم فيها أحياناً يوم أو نصف يوم أو يومين أو ثلاثة أيام ، له سكن مؤقت في هذه المزرعة يجلس فيه وأحياناً أولاده معه ، هل تجري عليه رُخص السفر ؟
** سأل سؤال حوله جدل كبير جداً وهو ساهر ذكر التنبيه على وجود ساهر أحياناً ننبه السائقين أمامك ساهر فاخفض السرعة ، هل هذا يُعتبر من التعاون على البر والتقوى ؟
** عليها أربع كفّارات لأيمان لم تتحقق ، هل تقوم بتوزيع هذه الكفارة على إخواننا المسلمين المستضعفين في سوريا ؟
** يسأل عن رسوم إصدار بطاقة فيزا ويذكر كذلك الرسوم التي تُؤخذ سواء كانت من التاجر أو من البنك المُصدر؟
** المال الذي يزيد وينقص هل تجب فيه الزكاة ؟
** لديه مزرعة تبعد عن مقر سكنه ما يزيد على 140 كيلو متر ويتردد إلى هذه المزرعة بين فينة وأخرى ، أحياناً في الأسبوع مرة أو مرتين أو ثلاث يُقيم فيها أحياناً يوم أو نصف يوم أو يومين أو ثلاثة أيام ، له سكن مؤقت في هذه المزرعة يجلس فيه وأحياناً أولاده معه ، هل تجري عليه رُخص السفر ؟
** سأل سؤال حوله جدل كبير جداً وهو ساهر ذكر التنبيه على وجود ساهر أحياناً ننبه السائقين أمامك ساهر فاخفض السرعة ، هل هذا يُعتبر من التعاون على البر والتقوى ؟
** عليها أربع كفّارات لأيمان لم تتحقق ، هل تقوم بتوزيع هذه الكفارة على إخواننا المسلمين المستضعفين في سوريا ؟
** يسأل عن رسوم إصدار بطاقة فيزا ويذكر كذلك الرسوم التي تُؤخذ سواء كانت من التاجر أو من البنك المُصدر؟
** هل يجوز الدعاء للكافر أن يُسلم؟
** تقول متى يكون المظلوم معتديًا في الدعاء على من ظلمه؟
** يسأل عن الزكاة وقياسها بالفضة، يقول المعمول فيه الآن ارتباط الأوراق النقدية بالذهب وليس بالفضة فالفضة لا وجود لها كما ذكر؟
** حكم الجمع والقصر مع امتداد حالة البرد يعني وصلت الآن بعض المناطق هنا وصلت إلى تحت الصفر هل يجري عليه ما يجري مثلاً على الريح والمطر كذلك؟
** تقول متى يكون المظلوم معتديًا في الدعاء على من ظلمه؟
** يسأل عن الزكاة وقياسها بالفضة، يقول المعمول فيه الآن ارتباط الأوراق النقدية بالذهب وليس بالفضة فالفضة لا وجود لها كما ذكر؟
** حكم الجمع والقصر مع امتداد حالة البرد يعني وصلت الآن بعض المناطق هنا وصلت إلى تحت الصفر هل يجري عليه ما يجري مثلاً على الريح والمطر كذلك؟
** كان في سفر هو وزوجته ونووا تأخير الصلاة جمع تأخير ثم بعد صلاة الظهر نزلت الدورة على زوجته ، فهل تقضي صلاة الظهر فضيلة الشيخ ؟
** أختها طُلقت وعليها الدورة ، هل يقع الطلاق والحالة هذه ؟
** هل الأفضل للميت الدعاء أم الصدقة عنه ؟
** يسأل عن المعلومة التي تُتداول عن إمام المسلمين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أنه كان وأد ابنته , وفي ذلك يسوقون آثار والمرويات التي تُروى ؟
** اغتسل وحينما أراد أن يلبس ملابسه مس قُبله أو دُبره كما ذكر وصلى ناسياً ، أولاً فضيلة الشيخ هل ينقض الوضوء هذا اللمس الذي يكون أحياناً خاطف أو عابر ، وكذلك حينما صلى وهو ناسي ؟
** يسأل عن كيف أُخرج زكاة الأموال التي ليس في يدي الآن ؟
** في طفولته أرضعته جدته لأمه وتزوج جده امرأة أخرى وأنجبت بنت ، هل يحق له أن يتزوج هذه البنت ؟
** إطلاق الفتنة حول ما يجري الآن في مصر في سوريا في كذا ، وبعض الناس مباشرة يطلق أن هذه فتنة ينبغي للإنسان أن يأخذ موقفاً سلبياً منها ؟
** هل يمكن أن يُعطي زكاة ماله لأخيه ؟
** أختها طُلقت وعليها الدورة ، هل يقع الطلاق والحالة هذه ؟
** هل الأفضل للميت الدعاء أم الصدقة عنه ؟
** يسأل عن المعلومة التي تُتداول عن إمام المسلمين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أنه كان وأد ابنته , وفي ذلك يسوقون آثار والمرويات التي تُروى ؟
** اغتسل وحينما أراد أن يلبس ملابسه مس قُبله أو دُبره كما ذكر وصلى ناسياً ، أولاً فضيلة الشيخ هل ينقض الوضوء هذا اللمس الذي يكون أحياناً خاطف أو عابر ، وكذلك حينما صلى وهو ناسي ؟
** يسأل عن كيف أُخرج زكاة الأموال التي ليس في يدي الآن ؟
** في طفولته أرضعته جدته لأمه وتزوج جده امرأة أخرى وأنجبت بنت ، هل يحق له أن يتزوج هذه البنت ؟
** إطلاق الفتنة حول ما يجري الآن في مصر في سوريا في كذا ، وبعض الناس مباشرة يطلق أن هذه فتنة ينبغي للإنسان أن يأخذ موقفاً سلبياً منها ؟
** هل يمكن أن يُعطي زكاة ماله لأخيه ؟

المقدم / باسمي وباسم فريق العمل وكذلك شبكة قناة المجد وكل الإخوة والأخوات مشاهدي ومتابعي برنامج الجواب الكافي نُبارك لشيخنا فضيلة الشيخ د.سعد هذه الثقة بانضمامه إلى هيئة كبار العلماء ، نسأل الله عزوجل أن يوفقه وأن يُعينه وأن ينفع به ، ونُزجي هذه التحية وهذه التبريكات لفضيلتكم ، نسأل الله عزوجل أن يكون ذلك عوناً لكم على الطاعة معالي الشيخ
اللهم آمين ، نسأل الله الإعانة والتوفيق .
المقدم / في بداية هذه الحلقة نرفع أحر التعازي لفضيلة الشيخ أ.د.يوسف الشبيلي في وفاة والده رحمه الله تعالى ، الذي أديت عليه صلاة الميت بعد صلاة الجمعة في محافظة عنيزة ، نسأل الله عزوجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يُسكنه الفردوس الأعلى ، وأن يجبر مصاب فضيلة الشيخ وعائلته الكريمة ، وهو أحد ضيوف هذا البرنامج الدائمين ، نسأل الله عزوجل للفقيد المغفرة والرحمة .
** الآن في قضية تُثار حول ما يتعرض له إخواننا المسلمين في مالي من قصف امتد على مدار الأسبوعين الماضيين وسقوط مجموعة من المسلمين هناك نتيجة هذا العدوان الذي يُمارس ضدهم من الدولة الفرنسية .
الأمة الإسلامية هي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجيد بالحمى والسهر ، وجسد الأمة الإسلامية الحقيقة أنه ينزف جراحاً فهناك جراحات في سوريا ، وهناك جراحات في فلسطين ، والآن بدأ ينزف الجرح في مالي فالمطلوب من المسلمين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " ، المسلمون ينبغي أن يكونوا كالجسد الواحد يتألم المسلم لألم ومصاب إخوانه المسلمين في أي مكان في أي بقعة من بقاع الأرض ، وينبغي للمسلم أن يقوم بما يستطيع من نصرة إخوانه المسلمين في أي مكان على وجه الأرض ولا أقل من الدعاء ، لا أقل من الدعاء ، الدعاء يستطيعه كل مسلم ، كل مسلم ينبغي أن يُخصص من دعاءه الدعاء للمسلمين خاصة المستضعفين بالنصر والتمكين والتأييد ، والدعاء على أعدائهم بالذلة والهوان وأن يكبتهم ، والأمور كلها بيد الله عزوجل ، والله سبحانه وتعالى هو الذي يُدبر الأمر ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، فالأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى ، ولكن من سنة الله عزوجل الصراع بين الحق والباطل هذه سنة من سنن الله عزوجل وإلا فالله تعالى قادر على الانتصار لعبادة المؤمنين من الكافرين ( ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ) ، فهو ابتلاء ابتلاء للمسلمين جميعاً .
ندوش
** المال الذي يزيد وينقص هل تجب فيه الزكاة ؟
إذا كان هذا المال قد بلغ نصاباً وحال عليه الحول ففيه الزكاة ، ونصاب الأوراق النقدية على ما قررته المجامع الفقهية هو أدنى النصابين من الذهب أو الفضة ، ومن المعلوم أن الفضة الآن أرخص بكثير من الذهب ، ولذلك فنصاب الأوراق النقدية في الوقت الحاضر هو نصاب الفضة وهي تعادل تقريباً في الوقت الحاضر نصاب الفضة 595 جرام فننظر كم يُعادل الجرام بالريالات ونضربه في 595 يعني قُرابة ألفين وست مئة ريال تقريباً وقد تزيد على هذا الرقم وقد تنقص تبعاً لاختلاف أسعار الفضة .
أبو صالح
** لديه مزرعة تبعد عن مقر سكنه ما يزيد على 140 كيلو متر ويتردد إلى هذه المزرعة بين فينة وأخرى ، أحياناً في الأسبوع مرة أو مرتين أو ثلاث يُقيم فيها أحياناً يوم أو نصف يوم أو يومين أو ثلاثة أيام ، له سكن مؤقت في هذه المزرعة يجلس فيه وأحياناً أولاده معه ، هل تجري عليه رُخص السفر ؟
أما في الطريق فإنه يترخص برخص السفر هذا لا إشكال فيه كون المسافة مسافة سفر 100 كيلو مسافة سفر ، لكن إذا أقام في تلك المزرعة التي هي ملك له وفيها سكن له هل يُعتبر مسافراً أو أننا لا نعتبره مسافراً ؟ ، هذا يرجع إلى تحقيق المناط في معرفة العُرف هل العُرف عند الناس أن مثل هذا الرجل الذي يأتي إلى مزرعته التي يملكها أو التي له سكن فيها ، هل العُرف عند الناس أن هذا مقيم أو مسافر ؟! ، فإذا قلنا أن العُرف عند الناس أنه مسافر فيترخص برخص السفر ، وإذا قلنا العرف أنه مقيم فلا يترخص ، وعندي أن العُرف إذا أردنا أن نعرف العُرف ونضبط العُرف والناس يختلفون فيه اختلافاً كثيراً ، لكن عندي أن هناك مثال إذا ضربت هذا المثال اتضحت المسألة من جهة تحديد العُرف وهو : لا تسأل عن القصر والجمع وإنما ضع الفطر في نهار رمضان مكان القصر ، لو أن هذا الرجل في مزرعته أفطر في نهار رمضان أمام الناس ، يعني أتى بعد صلاة الظهر وأكل أمام الناس في رمضان ، هل ينكر عليه الناس أم لا ؟ ، فإذا كان الناس ينكرون عليه ويقولون لست مسافراً أنت في مزرعتك وأنت في بيتك في هذه المزرعة فإذا معنى ذلك أن العُرف يقتضي أنه ليس بمسافر ، أما إذا كان الناس يعذرونه ويرون أنه مسافر فنقول إنك مسافر .
والواقع أن الناس يُنكرون عليه ليس فقط لا يعتبرونه سفراً بل يُنكرون عليه كيف تكون في مزرعتك وتعتبر نفسك مسافراً ! ، فهو أشبه مالو كان رجل له أكثر من زوجة له زوجة هنا في بلده وزوجة في بلد آخر فهو هنا غير مسافر وهناك غير مسافر ، فالذي يظهر أن العُرف في هذه المسألة هو أننا لا نعتبره مسافراً مادام أن المزرعة ملكه ومادام أن البيت فيه سكن خاص له فهو كما لو كان له زوجتان زوجة هنا وزوجة هناك فالأقرب إذن أنه ليس مسافر وحينئذ نقول لا يترخص برخص السفر لا يقصر الصلاة ولا يجمع بين الصلاتين ولا يترخص بسائر رخص السفر ،
وعند الفقهاء قاعدة وهي أن المسلم إذا شك هل هو مسافر أو مقيم يقولون الأصل الإقامة الأصل في الإنسان الإقامة وليس السفر وحينئذ نرجع للأصل نقول الأصل أنك لا تترخص برخص السفر إلا إذا غلب على ظنك أنك مسافر فحينئذ تنتقل من هذا الأصل إلى اعتبارك مسافراً ، فإذا كنت متردداً الآن أو أن المسألة مختلف فيها عُرفاً فغلب جانب الاحتياط في هذا وهو الإقامة ، على أنني أرى أن العُرف في هذا العُرف الظاهر عند أكثر الناس يقتضي أنه ليس بمسافر وأنه يُعتبر مقيماً .
المقدم / حينما يسألون عن فدِم فلان أو حينما يرونه يحمدون الله عزوجل له بالسلامة ، الحمد لله على سلامة الوصول هل تُعتبر هذه قرائن تُحدد اتجاه العُرف ؟
هو لاشك قطع مسافة سفر يعني 100 كيلو مسافة سفر ولهذا في الطريق هو يترخص برخص السفر لكن الكلام إذا اقام كما لو كان له بيت آخر وعنده زوجة أخرى وأولاد في ذلك البلد فالناس أيضاً يهنئونه بسلامة الوصول ، هذه غير مؤثرة في هذا .
علي
** سأل سؤال حوله جدل كبير جداً وهو ساهر ذكر التنبيه على وجود ساهر أحياناً ننبه السائقين أمامك ساهر فاخفض السرعة ، هل هذا يُعتبر من التعاون على البر والتقوى ؟
هذا أصلاً موجود في بعض الدول الغربية تجد لوحات تُنبه على وجود كاميرات الرصد هذا مفترض يقوم بها المرور فإذا قام بها المواطن ونبه أخاه المسلم إلى تخفيف السرعة هذا من التعاون على البر والتقوى .
أم سامي
** عليها أربع كفّارات لأيمان لم تتحقق ، هل تقوم بتوزيع هذه الكفارة على إخواننا المسلمين المستضعفين في سوريا ؟
لاشك أن إخواننا المسلمين في سوريا أنهم بحاجة للمساعدة والإعانة ولكن الإشكال هنا هو أن الكفّارة كفّارة اليمين لابد فيها من اعتبار العدد الذي ذكره الله تعالى في قوله ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ ) فالعدد هنا معتبر لابد منه ، وعندما تُرسل الأخت هذه الكفارات فإنها لا تدري هل تُعطى عشرة مساكين أو أقل ، ربما تعطى هذه الكفارة كلها مسكيناً واحداً وحينئذ لا تتحقق براءة الذمة بهذا ، ولا تستطيع أيضاً أن تضبط هذا عندما ترسل هذه المساعدة مثلاً لإخواننا في سوريا لا تستطيع أن تضبط وتقول هذه كفارة يمين وأوزعها على عشرة مساكين ، ولذلك فأرى أن الأبرأ لذمتها هو أن لا تُرسل هذه الكفارة وأن تدفعها للفقراء هنا وتعطي إخواننا المسلمين في سوريا من التبرعات الأخرى من الصدقات والتبرعات الأخرى .
اللهم آمين ، نسأل الله الإعانة والتوفيق .

المقدم / في بداية هذه الحلقة نرفع أحر التعازي لفضيلة الشيخ أ.د.يوسف الشبيلي في وفاة والده رحمه الله تعالى ، الذي أديت عليه صلاة الميت بعد صلاة الجمعة في محافظة عنيزة ، نسأل الله عزوجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يُسكنه الفردوس الأعلى ، وأن يجبر مصاب فضيلة الشيخ وعائلته الكريمة ، وهو أحد ضيوف هذا البرنامج الدائمين ، نسأل الله عزوجل للفقيد المغفرة والرحمة .

** الآن في قضية تُثار حول ما يتعرض له إخواننا المسلمين في مالي من قصف امتد على مدار الأسبوعين الماضيين وسقوط مجموعة من المسلمين هناك نتيجة هذا العدوان الذي يُمارس ضدهم من الدولة الفرنسية .
الأمة الإسلامية هي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجيد بالحمى والسهر ، وجسد الأمة الإسلامية الحقيقة أنه ينزف جراحاً فهناك جراحات في سوريا ، وهناك جراحات في فلسطين ، والآن بدأ ينزف الجرح في مالي فالمطلوب من المسلمين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " ، المسلمون ينبغي أن يكونوا كالجسد الواحد يتألم المسلم لألم ومصاب إخوانه المسلمين في أي مكان في أي بقعة من بقاع الأرض ، وينبغي للمسلم أن يقوم بما يستطيع من نصرة إخوانه المسلمين في أي مكان على وجه الأرض ولا أقل من الدعاء ، لا أقل من الدعاء ، الدعاء يستطيعه كل مسلم ، كل مسلم ينبغي أن يُخصص من دعاءه الدعاء للمسلمين خاصة المستضعفين بالنصر والتمكين والتأييد ، والدعاء على أعدائهم بالذلة والهوان وأن يكبتهم ، والأمور كلها بيد الله عزوجل ، والله سبحانه وتعالى هو الذي يُدبر الأمر ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، فالأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى ، ولكن من سنة الله عزوجل الصراع بين الحق والباطل هذه سنة من سنن الله عزوجل وإلا فالله تعالى قادر على الانتصار لعبادة المؤمنين من الكافرين ( ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ) ، فهو ابتلاء ابتلاء للمسلمين جميعاً .

ندوش
** المال الذي يزيد وينقص هل تجب فيه الزكاة ؟
إذا كان هذا المال قد بلغ نصاباً وحال عليه الحول ففيه الزكاة ، ونصاب الأوراق النقدية على ما قررته المجامع الفقهية هو أدنى النصابين من الذهب أو الفضة ، ومن المعلوم أن الفضة الآن أرخص بكثير من الذهب ، ولذلك فنصاب الأوراق النقدية في الوقت الحاضر هو نصاب الفضة وهي تعادل تقريباً في الوقت الحاضر نصاب الفضة 595 جرام فننظر كم يُعادل الجرام بالريالات ونضربه في 595 يعني قُرابة ألفين وست مئة ريال تقريباً وقد تزيد على هذا الرقم وقد تنقص تبعاً لاختلاف أسعار الفضة .

أبو صالح
** لديه مزرعة تبعد عن مقر سكنه ما يزيد على 140 كيلو متر ويتردد إلى هذه المزرعة بين فينة وأخرى ، أحياناً في الأسبوع مرة أو مرتين أو ثلاث يُقيم فيها أحياناً يوم أو نصف يوم أو يومين أو ثلاثة أيام ، له سكن مؤقت في هذه المزرعة يجلس فيه وأحياناً أولاده معه ، هل تجري عليه رُخص السفر ؟
أما في الطريق فإنه يترخص برخص السفر هذا لا إشكال فيه كون المسافة مسافة سفر 100 كيلو مسافة سفر ، لكن إذا أقام في تلك المزرعة التي هي ملك له وفيها سكن له هل يُعتبر مسافراً أو أننا لا نعتبره مسافراً ؟ ، هذا يرجع إلى تحقيق المناط في معرفة العُرف هل العُرف عند الناس أن مثل هذا الرجل الذي يأتي إلى مزرعته التي يملكها أو التي له سكن فيها ، هل العُرف عند الناس أن هذا مقيم أو مسافر ؟! ، فإذا قلنا أن العُرف عند الناس أنه مسافر فيترخص برخص السفر ، وإذا قلنا العرف أنه مقيم فلا يترخص ، وعندي أن العُرف إذا أردنا أن نعرف العُرف ونضبط العُرف والناس يختلفون فيه اختلافاً كثيراً ، لكن عندي أن هناك مثال إذا ضربت هذا المثال اتضحت المسألة من جهة تحديد العُرف وهو : لا تسأل عن القصر والجمع وإنما ضع الفطر في نهار رمضان مكان القصر ، لو أن هذا الرجل في مزرعته أفطر في نهار رمضان أمام الناس ، يعني أتى بعد صلاة الظهر وأكل أمام الناس في رمضان ، هل ينكر عليه الناس أم لا ؟ ، فإذا كان الناس ينكرون عليه ويقولون لست مسافراً أنت في مزرعتك وأنت في بيتك في هذه المزرعة فإذا معنى ذلك أن العُرف يقتضي أنه ليس بمسافر ، أما إذا كان الناس يعذرونه ويرون أنه مسافر فنقول إنك مسافر .
والواقع أن الناس يُنكرون عليه ليس فقط لا يعتبرونه سفراً بل يُنكرون عليه كيف تكون في مزرعتك وتعتبر نفسك مسافراً ! ، فهو أشبه مالو كان رجل له أكثر من زوجة له زوجة هنا في بلده وزوجة في بلد آخر فهو هنا غير مسافر وهناك غير مسافر ، فالذي يظهر أن العُرف في هذه المسألة هو أننا لا نعتبره مسافراً مادام أن المزرعة ملكه ومادام أن البيت فيه سكن خاص له فهو كما لو كان له زوجتان زوجة هنا وزوجة هناك فالأقرب إذن أنه ليس مسافر وحينئذ نقول لا يترخص برخص السفر لا يقصر الصلاة ولا يجمع بين الصلاتين ولا يترخص بسائر رخص السفر ،
وعند الفقهاء قاعدة وهي أن المسلم إذا شك هل هو مسافر أو مقيم يقولون الأصل الإقامة الأصل في الإنسان الإقامة وليس السفر وحينئذ نرجع للأصل نقول الأصل أنك لا تترخص برخص السفر إلا إذا غلب على ظنك أنك مسافر فحينئذ تنتقل من هذا الأصل إلى اعتبارك مسافراً ، فإذا كنت متردداً الآن أو أن المسألة مختلف فيها عُرفاً فغلب جانب الاحتياط في هذا وهو الإقامة ، على أنني أرى أن العُرف في هذا العُرف الظاهر عند أكثر الناس يقتضي أنه ليس بمسافر وأنه يُعتبر مقيماً .
المقدم / حينما يسألون عن فدِم فلان أو حينما يرونه يحمدون الله عزوجل له بالسلامة ، الحمد لله على سلامة الوصول هل تُعتبر هذه قرائن تُحدد اتجاه العُرف ؟
هو لاشك قطع مسافة سفر يعني 100 كيلو مسافة سفر ولهذا في الطريق هو يترخص برخص السفر لكن الكلام إذا اقام كما لو كان له بيت آخر وعنده زوجة أخرى وأولاد في ذلك البلد فالناس أيضاً يهنئونه بسلامة الوصول ، هذه غير مؤثرة في هذا .

علي
** سأل سؤال حوله جدل كبير جداً وهو ساهر ذكر التنبيه على وجود ساهر أحياناً ننبه السائقين أمامك ساهر فاخفض السرعة ، هل هذا يُعتبر من التعاون على البر والتقوى ؟
هذا أصلاً موجود في بعض الدول الغربية تجد لوحات تُنبه على وجود كاميرات الرصد هذا مفترض يقوم بها المرور فإذا قام بها المواطن ونبه أخاه المسلم إلى تخفيف السرعة هذا من التعاون على البر والتقوى .

أم سامي
** عليها أربع كفّارات لأيمان لم تتحقق ، هل تقوم بتوزيع هذه الكفارة على إخواننا المسلمين المستضعفين في سوريا ؟
لاشك أن إخواننا المسلمين في سوريا أنهم بحاجة للمساعدة والإعانة ولكن الإشكال هنا هو أن الكفّارة كفّارة اليمين لابد فيها من اعتبار العدد الذي ذكره الله تعالى في قوله ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ ) فالعدد هنا معتبر لابد منه ، وعندما تُرسل الأخت هذه الكفارات فإنها لا تدري هل تُعطى عشرة مساكين أو أقل ، ربما تعطى هذه الكفارة كلها مسكيناً واحداً وحينئذ لا تتحقق براءة الذمة بهذا ، ولا تستطيع أيضاً أن تضبط هذا عندما ترسل هذه المساعدة مثلاً لإخواننا في سوريا لا تستطيع أن تضبط وتقول هذه كفارة يمين وأوزعها على عشرة مساكين ، ولذلك فأرى أن الأبرأ لذمتها هو أن لا تُرسل هذه الكفارة وأن تدفعها للفقراء هنا وتعطي إخواننا المسلمين في سوريا من التبرعات الأخرى من الصدقات والتبرعات الأخرى .

الأخ الكريم عبد الله
** يسأل عن رسوم إصدار بطاقة فيزا ويذكر كذلك الرسوم التي تُؤخذ سواء كانت من التاجر أو من البنك المُصدر؟
أما الرسوم التي تُؤخذ من العميل ويأخذها المصرف فهذه هي رسوم إصدار ومقابل تكلفة فعلية حقيقية، هذه لا بأس بها ولا نستطيع أن نقول للبنوك اخدموا الناس مجانًا، فالبنوك ليست جمعيات خيرية، البنوك مؤسسات ربحية، فما يأخذه البنك مقابل التكاليف الفعلية الحقيقية والمصاريف الإدارية هذه لا بأس بها هذه جائزة.
أما بالنسبة للرسم الذي يأخذه التاجر أو ليس بالضرورة أن يكون تاجرًا صاحب المحل التجاري ما يأخذه من العميل هذا لا يجوز ما دامت هذه بطاقة ائتمانية غير مغطاة، ما دام أنه ليس له رصيد وإنما أخذ هذا المبلغ من البنك يعني أعطاه هذا البنك مبلغًا، فكون التاجر أو صاحب المحل التجاري يأخذ رسمًا من العميل فمعنى ذلك أن هذه العملية تؤول إلى القرض بفائدة لأن البنك سوف يأخذ من التاجر أو صاحب المحل، وصاحب المحل عندما يأخذ من العميل يصبح هذا المبلغ كأنه قرض بفائدة وقد منع منه مجمع الفقه الإسلامي الدولي، منع من هذه العملية، والبنوك لا تسمح للمحلات التجارية بهذا لكن بعض المحلات التجارية تتجاوز وتأخذ من العملاء رسومًا، ومثل هذه الرسوم نقول إنها غير جائزة مادامت هذه البطاقات الائتمانية غير مغطاة.
الأخ الكريم أبو عبد الله يسأل عن
** هل يجوز الدعاء للكافر أن يُسلم؟
نعم، النبي صلى الله عليه وسلم دعى لبعض الكفار بالهداية ولما أتاه الطفيل بن عمرو وطلب منه ان يدعوا على دوس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اهدِ دوسًا وأتِ بهم" هدى الله تعالى دوسًا، كذلك أيضًا دعا لأم أبي هريرة فهداها الله تعالى، فدل هذا على أنه يُشرع الدعاء للكافر بالهداية، وهذا الدين دين الإسلام دين رحمة، رحمة للعالمين ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ ﴿الأنبياء: ١٠٧﴾، ينبغي للمسلم عندما يرى الكافر أن ينظر له بمنظار الرحمة وأن يسأل الله له الهداية وأن يدعوه إلى الإسلام، هذا من الأمور المطلوبة وينبغي للمسلم أن يستشعر هذا عندما ينظر لغير المسلم ينظر بمنظار الرحمة والشفقة وأن هذا الإنسان لم يهتدِ إلى الطريق الصحيح وإلى الطريق السوي فينظر بمنظار الرحمة ويسأل الله عز وجل له الهداية ويبذل ما بوسعه من دعوته للإسلام.
حليمة أرسلت سؤال بتويتر
** تقول متى يكون المظلوم معتديًا في الدعاء على من ظلمه؟
يكون مُعتديًا إذا زاد في الدعاء، يقول الله تعالى: ﴿لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ﴾ ﴿النساء: ١٤٨﴾ جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية أنه لا يحب الله تعالى أن يدعوا بعضكم على بعض إلا المظلوم فيجوز له أن يدعو على الظالم لكن بقدر مظلمته، وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المُستبان ما قالا فعلى البادئ" يعني إذا حصل سباب بين اثنين الإثم كله على البادئ، أما المُعتدى عليه والمظلوم لا إثم عليه لأنه كما قال الله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ﴾ ﴿البقرة: ١٩٤﴾ "ما لم يعتدِ المظلوم"، "المُستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتدِ المظلوم" فإذا اعتدى المظلوم لحقه الإثم، ونوضح هذا بالمثال: فلو أن شخصًا سب آخر فهذا الذي قد سُب قابل السباب بمثله، فالإثم كله على الأول، لكن لو أنه لما سبه سبه وسب والديه هنا اعتدى يعني ما ذنب والديه حتى يسبهم، فهنا اعتدى هذا المظلوم، هذا مثال لاعتداء المظلوم.
المقدم: قد يكون هذا في السباب لكن في الدعاء يعني أن يدعو عليه مثلاً هل ينتقل من حالة رد هذه المظلمة إلى الاعتداء في الدعاء؟
هو له أن يدعو على الظالم بنص الأية﴿لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ﴾ ﴿النساء: ١٤٨﴾ فله أن يدعو عليه هذا رخص الله تعالى فيه، وإن كان المطلوب هو العفو والصفح ودفع السيئة بالحسنة لكن يجوز له أن يدعو على ظالمه، هذا مما أباحه الله عز وجل ﴿لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ﴾ ﴿النساء: ١٤٨﴾.
أبو عبد الرحمن من ليبيا
** يسأل عن الزكاة وقياسها بالفضة، يقول المعمول فيه الآن ارتباط الأوراق النقدية بالذهب وليس بالفضة فالفضة لا وجود لها كما ذكر؟
هي لها وجود ولكنها غير شائعة حتى عندنا في المملكة هي غير شائعة مثل شيوع الذهب، ولذلك لو ذهبت للمحلات غير الكبيرة وسألتهم عن الفضة ما عندهم فضة الفضة موجود عند المحلات الكبيرة، فالأخ السائل ربما تكون الفضة غير شائعة في المحلات القريبة منه لكن معرفة سعر الجرام من الفضة سهل، وهناك مواقع علي الشبكة العنكبوتية النت تحدد لك سعر الجرام من الفضة، وإذا عرف سعر الجرام من الفضة يضربه في النصاب نصاب الفضة وهو 595 وبذلك تتحدد سعر الورق النقدي.
وأما قول الأخ نربطه بالذهب لكونه أكثر من الفضة هذا غير صحيح؛ لأن هناك فرق كبير بين ربط نصاب الأوراق النقدية بالذهب وبين ربطها بالفضة؛ نصاب الذهب 85 جرامًا، ولو ربطنا الأوراق النقدية بالذهب لكان النصاب مثلاً عندنا بالريالات السعودية أكثر من سبعة عشر ألفًا بينما إذا ربطناها بالفضة ألفان وستة مئة تقريبًا أو تزيد أو تنقص عن هذا الرقم، لاحظ الفرق الكبير، هناك فرق كبير بين ربطها بالذهب وبين ربطها بالفضة، فقول الأخ الفضة غير شائعة هذا صحيح حتى عندنا في المملكة غير شائعة لكن لا يمنع هذا من معرفة سعر جرام الفضة، فيستطيع معرفة جرام الفضة كما ذكرنا إما عن طريق سؤال أصحاب المحلات الكبيرة يعرفون ويحددون سعر الجرام من الفضة، أو عن طريق الشبكة العنكبوتية الإنترنت هناك مواقع متخصصة في تحديد سعر الجرام من الفضة وسعر الجرام من الذهب ليس باليوم بالساعة بل حتى بالدقيقة تجد أنها تتابع أسعار الذهب والفضة.
المقدم: يا شيخ الارتباط الرسمي الآن للأوراق النقدية هو بالفضة أو بالذهب؟
الآن أصبحت الأوراق النقدية غير مرتبطة بغطاء الذهب والفضة، كان قديمًا هي مُغطاة بالذهب والفضة لكن مع مرور الوقت أصبحت لا يُشترط لها الغطاء الآن.
المقدم: لماذا الآن نربطها بالفضة؟
هي في الأصل، هي التي تُعتبر الأصل، يعني الأصل الذي يُرجع إليه هو الذهب والفضة، أيضًا لا زال الارتباط بالذهب والفضة ليس منعدمًا، لازال قائمًا لكن الغطاء غير كامل، يعني الأوراق النقدية الآن غطائها غير كامل، لكن لازال الذهب والفضة لازالا معدنان رئيسيان وقيمهما كبير عند الناس وفي جميع المجتمعات لذلك تُربط بهذين المعدنين اللذان هما الأصل في تعاملات الناس.
المقدم: ولما الفضة يعني لأجل مصلحة الفقير فضيلة الشيخ؟
نعم أحسنت، الفضة كما قرر مجمع الفقه الإسلامي وكذلك في مجلس هيئة كبار العلماء أن الارتباط يكون بالفضة وليس بالذهب لأنه هو الأحظ للفقير على أن القرار جاء أدنى النصابين الذهب والفضة لكن الفضة أرخص بكثير من الذهب فغلبوا جانب مراعاة مصلحة الفقير.
هناك قول آخر لبعض العلماء المعاصرين أن يكون الارتباط بالذهب وليس بالفضة وقالوا لأن الأصل براءة ذمة المُكلَّف، لكن عندي أن ربطها بالفضة أنه أرجح كما أقر مجمع الفقه الإسلامي ومجلس هيئة كبار العلماء خاصة أن الفضة هي الشائع في عهد النبوة كان تعامل الناس بالدراهم أكثر من تعاملهم بالدنانير، فكانت أكثر شيوعًا في صدر الإسلام من الدنانير فلذلك ربطها بالفضة هو الأقرب.
** حكم الجمع والقصر مع امتداد حالة البرد يعني وصلت الآن بعض المناطق هنا وصلت إلى تحت الصفر هل يجري عليه ما يجري مثلاً على الريح والمطر كذلك؟
البرد كان يأتي الناس من قديم الزمان وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصيب الناس برد شديد والمدينة النبوية تقع على خط عرض 24، والبرد الذي كان يأتي زمن النبوة يعني قريب من البرد الذي يأتي الآن، ربما يكون أشد في ذلك الوقت، وأكثر الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما كان عندهم إلا ثوب واحد، كما قال جابر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري: "أينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم" لاحظ أنه ماعندهم إلا ثوب واحد بدون ملابس داخلية وبدون أي شيء آخر، ثوب واحد فقط ومع ذلك لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة أنه جمع لأجل البرد، ولذلك أرى أن مجرد البرد لا يجوز الجمع لأجله وذلك لأنه بإمكان الناس التغلب على البرد بلبس الملابس الثقيلة بوسائل التدفئة ونحو ذلك، لكن لو صحب البرد رياح شديدة أو أمطار غزيرة هنا لا بأس بالجمع لأن الجمع يجوز عند وجود الحرج الظاهر والمشقة الظاهرة، أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم قال: "جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر و المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر" فسُئل عن ذلك قال أراد أن لا يحرج أمته هذا للعلماء فيه كلام كثير؛ والإمام الترمذي رحمه الله في جامعه نقل الإجماع على أن الأمة تركت العمل به قال: لم تترك الأمة العمل إلا بحديثين في كتابي هذا؛ ذكر من هذين الحديثين هذا الحديث، وقيل أن الجمع كان صوريًا فقد جاء في رواية عند النسائي ما يدل على أن الجمع كان صوريًا يعني أخر الظهر إلى آخر وقتها وقدم العصر في أول وقتها وأخر المغرب إلى أخر وقتها وقدم العشاء في أول وقتها، وهذا كما ذكرت تدل عليه رواية عند النسائي، وقيل لعل هناك عُذر خفي على ابن عباس رضي الله عنهما، قيل كان هناك وباء بالمدينة لأن هذا الأمر من الأمور المُلفتة للنظر؛ فلو كان عليه الصلاة والسلام جمع من غير سبب أو من غير عذر لنقل ذلك العدد الكثير من الصحابة، كيف لم ينقل هذا إلا ابن عباس رضي الله عنهما؟! وللعلماء كلام كثير للاستدلال بهذا الحديث؛ القاعدة عند الراسخين من أهل العلم هو رد المتشابه إلى المحكم، فالنصوص المحكمة الواضحة تدل على وجوب آداء الصلاة في وقتها وأنه لا يجوز الجمع بين الصلاتين من غير عذر، أما حديث ابن عباس فأكثر ما يُقال فيه أنه من المتشابه، يعني إذا لم يُسلم بالأجوبة التي قيلت يكون من المتشابه فيُرد إلى المحكم ولهذا نقول الأصل عدم جواز الجمع بين الصلاتين إلا عند وجود الحرج الظاهر، فمجرد البرد لا يجوز الجمع لأجله إلا إذا صحبه شيء آخر من عواصف أو أمطار غزيرة ونحو ذلك.
أبو نواف
** كان في سفر هو وزوجته ونووا تأخير الصلاة جمع تأخير ثم بعد صلاة الظهر نزلت الدورة على زوجته ، فهل تقضي صلاة الظهر فضيلة الشيخ ؟
نعم يلزمها بعد الطُهر أن تقضي صلاة الظهر ، لأنها أدركت من وقت الظهر ما تتمكن به من أدائها ، فهي معذورة بالتأخير لكنها غير معذورة بالقضاء ، فيلزمها قضاء هذه الصلاة .
أم عبدالله
** أختها طُلقت وعليها الدورة ، هل يقع الطلاق والحالة هذه ؟
هذه المسألة محل خلاف بين الفقهاء هل يقع طلاق المرأة الحائض أو لا يقع ، وجمهور أهل العلم على وقوعه وهو المذهب عند الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة المذاهب الأربعة على وقوعه ، هناك قول آخر وهو رواية عن الإمام أحمد أنه لا يقع واختار هذا القول أبو العباس بن تيمية وابن القيم وجمع من أهل العلم ، المسألة محل خلاف بين أهل العلم ،
والذي أرى أنه في مسائل الطلاق أن لا يُفتى فيها عبر وسائل الإعلام ، إنما يذهب هذا الزوج إلى دار الافتاء إلى سماحة المفتي العام لكي يدرسوا هذه القضية وينظروا جميع الأمور المتعلقة بهذه القضية من جهة القصد واللفظ والنية والحالة النفسية من جهة درجة الغضب هل غضبه شديد أم لا ، من جهة حالة المرأة أيضاً هي محل خلاف بين الفقهاء فهذه الأمور كلها تحتاج إلى دراسة ، لأنه يترتب عليها مصير أسرة كاملة ، فليس من السهل أن يُجاب عبر الهاتف أو عن طريق وسائل الإعلام ، لأنها تحتاج إلى دراسة لأن الأثر المترتب عليها كبير ، ولهذا فأنصح الأخ السائل أن يذهب إلى دار الإفتاء إلى مكتب سماحة المفتي العام وسيُفتونه إن شاء الله تعالى في هذه المسألة .
** هل الأفضل للميت الدعاء أم الصدقة عنه ؟
النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة في صحيح مسلم يقول " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " ، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين : الصدقة والدعاء ، فكلاهما فاضل وكلاهما يصل أجره وثوابه إلى الميت ، ولذلك فأقول يُتصدق عن هذا الميت ويُدعى له ، والدعاء لا يُكلف الإنسان شيئاً .
ناصر
** يسأل عن المعلومة التي تُتداول عن إمام المسلمين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أنه كان وأد ابنته , وفي ذلك يسوقون آثار والمرويات التي تُروى ؟
لا يصح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأد ابنته في الجاهلية ، ولا يُعرف ذلك لا بسند صحيح ولا بسند ضعيف ولا يُعرف له أصل في أي كتاب من كتب السنة ، إنما هذا من الأمور التي أُريد بها الإساءة إلى عمر رضي الله عنه ويذكرون قصة مشهورة لا يُعرف لها أصل أن عمر يقول [ أني أبكي إذا تذكرت ابنتي وهي تنفض التراب من على لحيتي وأنا أدفنها ] هذا كله لا يصح ، لا نقبل شيء إلا بإسناد ، فما سند هذه القصة ؟ ، لا يُعرف له أصل أصلاً ، ولذلك فنقول هذا لا يصح ، والمعروف أن أكبر بنات عمر رضي الله عنه هي حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها ولا يُعرف أن له بنات قبلها ، فهذا يظهر والله أعلم أنه من إدخال بعض الطوائف على سيرة عمر رضي الله عنه ، فيتناقلها الناس من غير تحقق ! ، فنقول إن هذه القصة لا تصح عن عمر رضي الله عنه .
المقدم / يعني بُطلان هذه القصة من أحداثها ، يعني فتاة بلغت أنها تنفض التراب عن لحيته ، أكيد يكون لها وجود ويكون لها ذكر .
نعم ، نعم والمعروف من سيرة عمر أن أكبر بناته حفصة .
سلطان
** اغتسل وحينما أراد أن يلبس ملابسه مس قُبله أو دُبره كما ذكر وصلى ناسياً ، أولاً فضيلة الشيخ هل ينقض الوضوء هذا اللمس الذي يكون أحياناً خاطف أو عابر ، وكذلك حينما صلى وهو ناسي ؟
نعم هذا يرجع إلى مسألة خلافية بين الفقهاء وهي مس الذكر هل ينقض الوضوء أم لا ؟ ، فمن أهل العلم من قال أن مس الذكر ينقض الوضوء مطلقاً ، ومنهم من قال أنه لا ينقض الوضوء مطلقاً ، ومنهم من قال إذا كان لشهوة فينقض الوضوء وإذا كان لغير شهوة فلا ينقض ، وقد ورد في ذلك حديث بُسرة بن صفوان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من مس ذكره فليتوضأ " ، وورد أيضاً في ذلك حديث طلق بن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يمس ذكره وهو في الصلاة ، قال : هل يتوضأ ؟ ، قال : " لا ، وهل هو إلا بضعه منك " يعني قطعة منك ، والحديثان صحيحان ، فمن ذهب إلى أن مس الذكر مطلقاً ينقض الوضوء استدل بحديث بُسرة ، ومن ذهب إلى عدم النقض استدل بحديث طلق بن علي ، والأقرب والله أعلم هو القول بالتفصيل وهو أن مس الذكر بشهوة ينقض الوضوء لحديث بُسرة ، ومسه بغير شهوة لا ينقض الوضوء لحديث طلق بن علي ، وبذلك تجتمع النصوص في هذه المسألة خاصة أنه في حديث طلق أشار إلى المعنى ، قال : " وهل هو إلا بضعه منك " ، يعني إذا مسسته كأي عضو من الأعضاء كيدك مثلاً كأنفك كأي عضو من الأعضاء ، أما إذا مسسته بشهوة فهذا مظنة لخروج المذي ، مظنة لخروج شيء مع وجود الشهوة فحتى من النظر لجهة المعنى هذا يقتضي ترجيح القول الثالث ، فالأقرب أن مسه بشهوة ينقض الوضوء وبغير شهوة لا ينقض ، وعلى هذا نقول للأخ الذي صلى وقد مس ذكره بغير شهوة نقول أن صلاتك صحيحة على القول الراجح .
المقدم / هذا خاص بالقُبل فضيلة الشيخ دون الدُبر ؟
لا ، الفقهاء يقولون الفرج عموماً القُبل والدُبر .
تركي العتيبي
** يسأل عن كيف أُخرج زكاة الأموال التي ليس في يدي الآن ؟
نعم هذه المسألة بُحثت في مجمع الفقه الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي في الدورة الأخيرة التي عُقدت قبل تقريباً شهر من الآن أصدر المجمع فيها قراراً بأن الأموال المُقسطة تجب الزكاة في رأس المال وفي أرباح السنة الحالية فقط دون بقية السنوات ، وعلى هذا نقول للأخ تُخرج زكاة رأس مالك ، تحسب كم رأس مالك مع ربح السنة الحالية ، أوضح هذا بمثال مثلاً لو أنه باع سيارة بالتقسيط رأس مالها خمسون ألفاً وباعها لو افترضنا سبعين ألفاً يعني كل سنة أرباحه خمسة ألاف مثلاً ، فمعنى ذلك أن السنة الأولى سوف يُزكي خمسة وخمسين ألفاً ، خمسون ألفاً رأس المال وخمسة ألاف ربح السنة الحالية
المقدم / بعد الحول الذي استلمه يُزكيه ؟
نعم بعد الحول الذي استلمه يُزكيه ، لكن عن السنة الحالية فقط دون بقية السنوات ، السنة التي تليها سوف ينقص رأس المال مع ربح السنة التي تليها ، لاحظ أن الزكاة سوف تقل خمس وخمسين ألف هذه السنة ، السنة التي بعدها سوف تقل وأنا أذكر أحد الإخوة وضع برنامجاً لحساب زكاة الأقساط والديون المؤجلة وضع هذا البرنامج وأعطاني نسخة منه ، لعله إن شاء الله يُنزل في الموقع تطبيقه فيه خير .
أبو هيثم من العراق
** في طفولته أرضعته جدته لأمه وتزوج جده امرأة أخرى وأنجبت بنت ، هل يحق له أن يتزوج هذه البنت ؟
نعم هو السؤال غير مكتمل ولذلك أنا أنصح الأخ يتصل بي بعد الحلقة حتى نتحقق من واقع القضية ، لأن هذا يترتب عليه حِل وحُرمه ، هل تحِل له هذه المرأة أو لا تحل ، هناك بعض الأمور التي لم يذكرها فلعله يتصل إن شاء الله تعالى بعد البرنامج ،
ونقول للإخوة المشاهدين مسائل الرضاع ومسائل الطلاق هذه ينبغي أن لا تكون في مثل هذه البرامج ويُتصل بصفة شخصية حتى يتحقق المسؤول من الواقع .
** إطلاق الفتنة حول ما يجري الآن في مصر في سوريا في كذا ، وبعض الناس مباشرة يطلق أن هذه فتنة ينبغي للإنسان أن يأخذ موقفاً سلبياً منها ؟
نعم هو الأخ أولاً يقول أن الفتنة ورد بعدة معاني ، نعم هذا صحيح
وردت أولاً بمعنى التعذيب كما في قول الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) ، فتنوا يعني عذبوا ، ووردت كذلك بمعنى الاختبار ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ، ووردت كذلك بمعنى الشرك ( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) يعني الكفر والشرك ، وكذلك أيضاً تُطلق الفتنة على التباس الأمور وعدم اتضاح الحق فيها ، فهذه إذا التبست الأمور على الإنسان ولم يتضح الحق فالواجب عليه أن يتوقف ، أما إذا اتضح الحق من الباطل الواجب الوقوف مع الحق ضد الباطل ، فما يجري لإخواننا المسلمين في سوريا الأمر فيه واضح وضوح الشمس ، فلاشك أن هؤلاء النُصيرية وأعوانهم أنهم ظلموا إخواننا المسلمين في سوريا ، والواجب الوقوف مع المظلوم ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم ، تُطلق الفتنة عند الالتباس عندما تكون هناك أحداث وتكون الأمور ملتبسة فهنا ينبغي للمسلم أن يعتزل هذه الفتنة طلباً للسلامة في دينه .
خالد
** هل يمكن أن يُعطي زكاة ماله لأخيه ؟
دفع الزكاة للقريب عموماً ماعدا عمودي النسب يُشترط فيه شرطان : الشرط الأول أن يكون مستحقاً للزكاة ، والشرط الثاني عدم التوارث بينهما ، والأخ ذكر أن أخاه مستحق للزكاة ، وأيضاً لما سألته هل له ذرية ، قال : نعم له أبناء ذكور ، ومادام أن له أبناء ذكور فمعنى ذلك لا توارث بينهما لأن الابن الذكر يحجب الإخوة من الميراث ، عند الفرضيين قاعدة [ لا إرث للحواشي مع ذكر الفروع ، ولا إرث للحواشي مع الأب للاتفاق ، ولا إرث للحواشي مع ذكر الأصول ] على القول الراجح بأن الجد يحجب الإخوة ، فعلى هذا لا توارث بينهما فأقول للأخ لا بأس أن تُعطي أخاك من زكاتك مادام أنه ليس بينك وبينه توارث ، بل إن دفعك للزكاة إلى أخيك أفضل من دفعها إلى إنسان بعيد ، لأن دفعها لأخيك يُعتبر زكاة وصلة رحم .
** يسأل عن رسوم إصدار بطاقة فيزا ويذكر كذلك الرسوم التي تُؤخذ سواء كانت من التاجر أو من البنك المُصدر؟
أما الرسوم التي تُؤخذ من العميل ويأخذها المصرف فهذه هي رسوم إصدار ومقابل تكلفة فعلية حقيقية، هذه لا بأس بها ولا نستطيع أن نقول للبنوك اخدموا الناس مجانًا، فالبنوك ليست جمعيات خيرية، البنوك مؤسسات ربحية، فما يأخذه البنك مقابل التكاليف الفعلية الحقيقية والمصاريف الإدارية هذه لا بأس بها هذه جائزة.
أما بالنسبة للرسم الذي يأخذه التاجر أو ليس بالضرورة أن يكون تاجرًا صاحب المحل التجاري ما يأخذه من العميل هذا لا يجوز ما دامت هذه بطاقة ائتمانية غير مغطاة، ما دام أنه ليس له رصيد وإنما أخذ هذا المبلغ من البنك يعني أعطاه هذا البنك مبلغًا، فكون التاجر أو صاحب المحل التجاري يأخذ رسمًا من العميل فمعنى ذلك أن هذه العملية تؤول إلى القرض بفائدة لأن البنك سوف يأخذ من التاجر أو صاحب المحل، وصاحب المحل عندما يأخذ من العميل يصبح هذا المبلغ كأنه قرض بفائدة وقد منع منه مجمع الفقه الإسلامي الدولي، منع من هذه العملية، والبنوك لا تسمح للمحلات التجارية بهذا لكن بعض المحلات التجارية تتجاوز وتأخذ من العملاء رسومًا، ومثل هذه الرسوم نقول إنها غير جائزة مادامت هذه البطاقات الائتمانية غير مغطاة.

الأخ الكريم أبو عبد الله يسأل عن
** هل يجوز الدعاء للكافر أن يُسلم؟
نعم، النبي صلى الله عليه وسلم دعى لبعض الكفار بالهداية ولما أتاه الطفيل بن عمرو وطلب منه ان يدعوا على دوس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اهدِ دوسًا وأتِ بهم" هدى الله تعالى دوسًا، كذلك أيضًا دعا لأم أبي هريرة فهداها الله تعالى، فدل هذا على أنه يُشرع الدعاء للكافر بالهداية، وهذا الدين دين الإسلام دين رحمة، رحمة للعالمين ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ ﴿الأنبياء: ١٠٧﴾، ينبغي للمسلم عندما يرى الكافر أن ينظر له بمنظار الرحمة وأن يسأل الله له الهداية وأن يدعوه إلى الإسلام، هذا من الأمور المطلوبة وينبغي للمسلم أن يستشعر هذا عندما ينظر لغير المسلم ينظر بمنظار الرحمة والشفقة وأن هذا الإنسان لم يهتدِ إلى الطريق الصحيح وإلى الطريق السوي فينظر بمنظار الرحمة ويسأل الله عز وجل له الهداية ويبذل ما بوسعه من دعوته للإسلام.

حليمة أرسلت سؤال بتويتر
** تقول متى يكون المظلوم معتديًا في الدعاء على من ظلمه؟
يكون مُعتديًا إذا زاد في الدعاء، يقول الله تعالى: ﴿لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ﴾ ﴿النساء: ١٤٨﴾ جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية أنه لا يحب الله تعالى أن يدعوا بعضكم على بعض إلا المظلوم فيجوز له أن يدعو على الظالم لكن بقدر مظلمته، وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المُستبان ما قالا فعلى البادئ" يعني إذا حصل سباب بين اثنين الإثم كله على البادئ، أما المُعتدى عليه والمظلوم لا إثم عليه لأنه كما قال الله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ﴾ ﴿البقرة: ١٩٤﴾ "ما لم يعتدِ المظلوم"، "المُستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتدِ المظلوم" فإذا اعتدى المظلوم لحقه الإثم، ونوضح هذا بالمثال: فلو أن شخصًا سب آخر فهذا الذي قد سُب قابل السباب بمثله، فالإثم كله على الأول، لكن لو أنه لما سبه سبه وسب والديه هنا اعتدى يعني ما ذنب والديه حتى يسبهم، فهنا اعتدى هذا المظلوم، هذا مثال لاعتداء المظلوم.
المقدم: قد يكون هذا في السباب لكن في الدعاء يعني أن يدعو عليه مثلاً هل ينتقل من حالة رد هذه المظلمة إلى الاعتداء في الدعاء؟
هو له أن يدعو على الظالم بنص الأية﴿لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ﴾ ﴿النساء: ١٤٨﴾ فله أن يدعو عليه هذا رخص الله تعالى فيه، وإن كان المطلوب هو العفو والصفح ودفع السيئة بالحسنة لكن يجوز له أن يدعو على ظالمه، هذا مما أباحه الله عز وجل ﴿لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ﴾ ﴿النساء: ١٤٨﴾.

أبو عبد الرحمن من ليبيا
** يسأل عن الزكاة وقياسها بالفضة، يقول المعمول فيه الآن ارتباط الأوراق النقدية بالذهب وليس بالفضة فالفضة لا وجود لها كما ذكر؟
هي لها وجود ولكنها غير شائعة حتى عندنا في المملكة هي غير شائعة مثل شيوع الذهب، ولذلك لو ذهبت للمحلات غير الكبيرة وسألتهم عن الفضة ما عندهم فضة الفضة موجود عند المحلات الكبيرة، فالأخ السائل ربما تكون الفضة غير شائعة في المحلات القريبة منه لكن معرفة سعر الجرام من الفضة سهل، وهناك مواقع علي الشبكة العنكبوتية النت تحدد لك سعر الجرام من الفضة، وإذا عرف سعر الجرام من الفضة يضربه في النصاب نصاب الفضة وهو 595 وبذلك تتحدد سعر الورق النقدي.
وأما قول الأخ نربطه بالذهب لكونه أكثر من الفضة هذا غير صحيح؛ لأن هناك فرق كبير بين ربط نصاب الأوراق النقدية بالذهب وبين ربطها بالفضة؛ نصاب الذهب 85 جرامًا، ولو ربطنا الأوراق النقدية بالذهب لكان النصاب مثلاً عندنا بالريالات السعودية أكثر من سبعة عشر ألفًا بينما إذا ربطناها بالفضة ألفان وستة مئة تقريبًا أو تزيد أو تنقص عن هذا الرقم، لاحظ الفرق الكبير، هناك فرق كبير بين ربطها بالذهب وبين ربطها بالفضة، فقول الأخ الفضة غير شائعة هذا صحيح حتى عندنا في المملكة غير شائعة لكن لا يمنع هذا من معرفة سعر جرام الفضة، فيستطيع معرفة جرام الفضة كما ذكرنا إما عن طريق سؤال أصحاب المحلات الكبيرة يعرفون ويحددون سعر الجرام من الفضة، أو عن طريق الشبكة العنكبوتية الإنترنت هناك مواقع متخصصة في تحديد سعر الجرام من الفضة وسعر الجرام من الذهب ليس باليوم بالساعة بل حتى بالدقيقة تجد أنها تتابع أسعار الذهب والفضة.
المقدم: يا شيخ الارتباط الرسمي الآن للأوراق النقدية هو بالفضة أو بالذهب؟
الآن أصبحت الأوراق النقدية غير مرتبطة بغطاء الذهب والفضة، كان قديمًا هي مُغطاة بالذهب والفضة لكن مع مرور الوقت أصبحت لا يُشترط لها الغطاء الآن.
المقدم: لماذا الآن نربطها بالفضة؟
هي في الأصل، هي التي تُعتبر الأصل، يعني الأصل الذي يُرجع إليه هو الذهب والفضة، أيضًا لا زال الارتباط بالذهب والفضة ليس منعدمًا، لازال قائمًا لكن الغطاء غير كامل، يعني الأوراق النقدية الآن غطائها غير كامل، لكن لازال الذهب والفضة لازالا معدنان رئيسيان وقيمهما كبير عند الناس وفي جميع المجتمعات لذلك تُربط بهذين المعدنين اللذان هما الأصل في تعاملات الناس.
المقدم: ولما الفضة يعني لأجل مصلحة الفقير فضيلة الشيخ؟
نعم أحسنت، الفضة كما قرر مجمع الفقه الإسلامي وكذلك في مجلس هيئة كبار العلماء أن الارتباط يكون بالفضة وليس بالذهب لأنه هو الأحظ للفقير على أن القرار جاء أدنى النصابين الذهب والفضة لكن الفضة أرخص بكثير من الذهب فغلبوا جانب مراعاة مصلحة الفقير.
هناك قول آخر لبعض العلماء المعاصرين أن يكون الارتباط بالذهب وليس بالفضة وقالوا لأن الأصل براءة ذمة المُكلَّف، لكن عندي أن ربطها بالفضة أنه أرجح كما أقر مجمع الفقه الإسلامي ومجلس هيئة كبار العلماء خاصة أن الفضة هي الشائع في عهد النبوة كان تعامل الناس بالدراهم أكثر من تعاملهم بالدنانير، فكانت أكثر شيوعًا في صدر الإسلام من الدنانير فلذلك ربطها بالفضة هو الأقرب.

** حكم الجمع والقصر مع امتداد حالة البرد يعني وصلت الآن بعض المناطق هنا وصلت إلى تحت الصفر هل يجري عليه ما يجري مثلاً على الريح والمطر كذلك؟
البرد كان يأتي الناس من قديم الزمان وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصيب الناس برد شديد والمدينة النبوية تقع على خط عرض 24، والبرد الذي كان يأتي زمن النبوة يعني قريب من البرد الذي يأتي الآن، ربما يكون أشد في ذلك الوقت، وأكثر الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما كان عندهم إلا ثوب واحد، كما قال جابر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري: "أينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم" لاحظ أنه ماعندهم إلا ثوب واحد بدون ملابس داخلية وبدون أي شيء آخر، ثوب واحد فقط ومع ذلك لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة أنه جمع لأجل البرد، ولذلك أرى أن مجرد البرد لا يجوز الجمع لأجله وذلك لأنه بإمكان الناس التغلب على البرد بلبس الملابس الثقيلة بوسائل التدفئة ونحو ذلك، لكن لو صحب البرد رياح شديدة أو أمطار غزيرة هنا لا بأس بالجمع لأن الجمع يجوز عند وجود الحرج الظاهر والمشقة الظاهرة، أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم قال: "جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر و المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر" فسُئل عن ذلك قال أراد أن لا يحرج أمته هذا للعلماء فيه كلام كثير؛ والإمام الترمذي رحمه الله في جامعه نقل الإجماع على أن الأمة تركت العمل به قال: لم تترك الأمة العمل إلا بحديثين في كتابي هذا؛ ذكر من هذين الحديثين هذا الحديث، وقيل أن الجمع كان صوريًا فقد جاء في رواية عند النسائي ما يدل على أن الجمع كان صوريًا يعني أخر الظهر إلى آخر وقتها وقدم العصر في أول وقتها وأخر المغرب إلى أخر وقتها وقدم العشاء في أول وقتها، وهذا كما ذكرت تدل عليه رواية عند النسائي، وقيل لعل هناك عُذر خفي على ابن عباس رضي الله عنهما، قيل كان هناك وباء بالمدينة لأن هذا الأمر من الأمور المُلفتة للنظر؛ فلو كان عليه الصلاة والسلام جمع من غير سبب أو من غير عذر لنقل ذلك العدد الكثير من الصحابة، كيف لم ينقل هذا إلا ابن عباس رضي الله عنهما؟! وللعلماء كلام كثير للاستدلال بهذا الحديث؛ القاعدة عند الراسخين من أهل العلم هو رد المتشابه إلى المحكم، فالنصوص المحكمة الواضحة تدل على وجوب آداء الصلاة في وقتها وأنه لا يجوز الجمع بين الصلاتين من غير عذر، أما حديث ابن عباس فأكثر ما يُقال فيه أنه من المتشابه، يعني إذا لم يُسلم بالأجوبة التي قيلت يكون من المتشابه فيُرد إلى المحكم ولهذا نقول الأصل عدم جواز الجمع بين الصلاتين إلا عند وجود الحرج الظاهر، فمجرد البرد لا يجوز الجمع لأجله إلا إذا صحبه شيء آخر من عواصف أو أمطار غزيرة ونحو ذلك.

أبو نواف
** كان في سفر هو وزوجته ونووا تأخير الصلاة جمع تأخير ثم بعد صلاة الظهر نزلت الدورة على زوجته ، فهل تقضي صلاة الظهر فضيلة الشيخ ؟
نعم يلزمها بعد الطُهر أن تقضي صلاة الظهر ، لأنها أدركت من وقت الظهر ما تتمكن به من أدائها ، فهي معذورة بالتأخير لكنها غير معذورة بالقضاء ، فيلزمها قضاء هذه الصلاة .

أم عبدالله
** أختها طُلقت وعليها الدورة ، هل يقع الطلاق والحالة هذه ؟
هذه المسألة محل خلاف بين الفقهاء هل يقع طلاق المرأة الحائض أو لا يقع ، وجمهور أهل العلم على وقوعه وهو المذهب عند الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة المذاهب الأربعة على وقوعه ، هناك قول آخر وهو رواية عن الإمام أحمد أنه لا يقع واختار هذا القول أبو العباس بن تيمية وابن القيم وجمع من أهل العلم ، المسألة محل خلاف بين أهل العلم ،
والذي أرى أنه في مسائل الطلاق أن لا يُفتى فيها عبر وسائل الإعلام ، إنما يذهب هذا الزوج إلى دار الافتاء إلى سماحة المفتي العام لكي يدرسوا هذه القضية وينظروا جميع الأمور المتعلقة بهذه القضية من جهة القصد واللفظ والنية والحالة النفسية من جهة درجة الغضب هل غضبه شديد أم لا ، من جهة حالة المرأة أيضاً هي محل خلاف بين الفقهاء فهذه الأمور كلها تحتاج إلى دراسة ، لأنه يترتب عليها مصير أسرة كاملة ، فليس من السهل أن يُجاب عبر الهاتف أو عن طريق وسائل الإعلام ، لأنها تحتاج إلى دراسة لأن الأثر المترتب عليها كبير ، ولهذا فأنصح الأخ السائل أن يذهب إلى دار الإفتاء إلى مكتب سماحة المفتي العام وسيُفتونه إن شاء الله تعالى في هذه المسألة .

** هل الأفضل للميت الدعاء أم الصدقة عنه ؟
النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة في صحيح مسلم يقول " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " ، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين : الصدقة والدعاء ، فكلاهما فاضل وكلاهما يصل أجره وثوابه إلى الميت ، ولذلك فأقول يُتصدق عن هذا الميت ويُدعى له ، والدعاء لا يُكلف الإنسان شيئاً .

ناصر
** يسأل عن المعلومة التي تُتداول عن إمام المسلمين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أنه كان وأد ابنته , وفي ذلك يسوقون آثار والمرويات التي تُروى ؟
لا يصح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأد ابنته في الجاهلية ، ولا يُعرف ذلك لا بسند صحيح ولا بسند ضعيف ولا يُعرف له أصل في أي كتاب من كتب السنة ، إنما هذا من الأمور التي أُريد بها الإساءة إلى عمر رضي الله عنه ويذكرون قصة مشهورة لا يُعرف لها أصل أن عمر يقول [ أني أبكي إذا تذكرت ابنتي وهي تنفض التراب من على لحيتي وأنا أدفنها ] هذا كله لا يصح ، لا نقبل شيء إلا بإسناد ، فما سند هذه القصة ؟ ، لا يُعرف له أصل أصلاً ، ولذلك فنقول هذا لا يصح ، والمعروف أن أكبر بنات عمر رضي الله عنه هي حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها ولا يُعرف أن له بنات قبلها ، فهذا يظهر والله أعلم أنه من إدخال بعض الطوائف على سيرة عمر رضي الله عنه ، فيتناقلها الناس من غير تحقق ! ، فنقول إن هذه القصة لا تصح عن عمر رضي الله عنه .
المقدم / يعني بُطلان هذه القصة من أحداثها ، يعني فتاة بلغت أنها تنفض التراب عن لحيته ، أكيد يكون لها وجود ويكون لها ذكر .
نعم ، نعم والمعروف من سيرة عمر أن أكبر بناته حفصة .

سلطان
** اغتسل وحينما أراد أن يلبس ملابسه مس قُبله أو دُبره كما ذكر وصلى ناسياً ، أولاً فضيلة الشيخ هل ينقض الوضوء هذا اللمس الذي يكون أحياناً خاطف أو عابر ، وكذلك حينما صلى وهو ناسي ؟
نعم هذا يرجع إلى مسألة خلافية بين الفقهاء وهي مس الذكر هل ينقض الوضوء أم لا ؟ ، فمن أهل العلم من قال أن مس الذكر ينقض الوضوء مطلقاً ، ومنهم من قال أنه لا ينقض الوضوء مطلقاً ، ومنهم من قال إذا كان لشهوة فينقض الوضوء وإذا كان لغير شهوة فلا ينقض ، وقد ورد في ذلك حديث بُسرة بن صفوان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من مس ذكره فليتوضأ " ، وورد أيضاً في ذلك حديث طلق بن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يمس ذكره وهو في الصلاة ، قال : هل يتوضأ ؟ ، قال : " لا ، وهل هو إلا بضعه منك " يعني قطعة منك ، والحديثان صحيحان ، فمن ذهب إلى أن مس الذكر مطلقاً ينقض الوضوء استدل بحديث بُسرة ، ومن ذهب إلى عدم النقض استدل بحديث طلق بن علي ، والأقرب والله أعلم هو القول بالتفصيل وهو أن مس الذكر بشهوة ينقض الوضوء لحديث بُسرة ، ومسه بغير شهوة لا ينقض الوضوء لحديث طلق بن علي ، وبذلك تجتمع النصوص في هذه المسألة خاصة أنه في حديث طلق أشار إلى المعنى ، قال : " وهل هو إلا بضعه منك " ، يعني إذا مسسته كأي عضو من الأعضاء كيدك مثلاً كأنفك كأي عضو من الأعضاء ، أما إذا مسسته بشهوة فهذا مظنة لخروج المذي ، مظنة لخروج شيء مع وجود الشهوة فحتى من النظر لجهة المعنى هذا يقتضي ترجيح القول الثالث ، فالأقرب أن مسه بشهوة ينقض الوضوء وبغير شهوة لا ينقض ، وعلى هذا نقول للأخ الذي صلى وقد مس ذكره بغير شهوة نقول أن صلاتك صحيحة على القول الراجح .
المقدم / هذا خاص بالقُبل فضيلة الشيخ دون الدُبر ؟
لا ، الفقهاء يقولون الفرج عموماً القُبل والدُبر .

تركي العتيبي
** يسأل عن كيف أُخرج زكاة الأموال التي ليس في يدي الآن ؟
نعم هذه المسألة بُحثت في مجمع الفقه الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي في الدورة الأخيرة التي عُقدت قبل تقريباً شهر من الآن أصدر المجمع فيها قراراً بأن الأموال المُقسطة تجب الزكاة في رأس المال وفي أرباح السنة الحالية فقط دون بقية السنوات ، وعلى هذا نقول للأخ تُخرج زكاة رأس مالك ، تحسب كم رأس مالك مع ربح السنة الحالية ، أوضح هذا بمثال مثلاً لو أنه باع سيارة بالتقسيط رأس مالها خمسون ألفاً وباعها لو افترضنا سبعين ألفاً يعني كل سنة أرباحه خمسة ألاف مثلاً ، فمعنى ذلك أن السنة الأولى سوف يُزكي خمسة وخمسين ألفاً ، خمسون ألفاً رأس المال وخمسة ألاف ربح السنة الحالية
المقدم / بعد الحول الذي استلمه يُزكيه ؟
نعم بعد الحول الذي استلمه يُزكيه ، لكن عن السنة الحالية فقط دون بقية السنوات ، السنة التي تليها سوف ينقص رأس المال مع ربح السنة التي تليها ، لاحظ أن الزكاة سوف تقل خمس وخمسين ألف هذه السنة ، السنة التي بعدها سوف تقل وأنا أذكر أحد الإخوة وضع برنامجاً لحساب زكاة الأقساط والديون المؤجلة وضع هذا البرنامج وأعطاني نسخة منه ، لعله إن شاء الله يُنزل في الموقع تطبيقه فيه خير .

أبو هيثم من العراق
** في طفولته أرضعته جدته لأمه وتزوج جده امرأة أخرى وأنجبت بنت ، هل يحق له أن يتزوج هذه البنت ؟
نعم هو السؤال غير مكتمل ولذلك أنا أنصح الأخ يتصل بي بعد الحلقة حتى نتحقق من واقع القضية ، لأن هذا يترتب عليه حِل وحُرمه ، هل تحِل له هذه المرأة أو لا تحل ، هناك بعض الأمور التي لم يذكرها فلعله يتصل إن شاء الله تعالى بعد البرنامج ،
ونقول للإخوة المشاهدين مسائل الرضاع ومسائل الطلاق هذه ينبغي أن لا تكون في مثل هذه البرامج ويُتصل بصفة شخصية حتى يتحقق المسؤول من الواقع .

** إطلاق الفتنة حول ما يجري الآن في مصر في سوريا في كذا ، وبعض الناس مباشرة يطلق أن هذه فتنة ينبغي للإنسان أن يأخذ موقفاً سلبياً منها ؟
نعم هو الأخ أولاً يقول أن الفتنة ورد بعدة معاني ، نعم هذا صحيح
وردت أولاً بمعنى التعذيب كما في قول الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) ، فتنوا يعني عذبوا ، ووردت كذلك بمعنى الاختبار ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ، ووردت كذلك بمعنى الشرك ( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) يعني الكفر والشرك ، وكذلك أيضاً تُطلق الفتنة على التباس الأمور وعدم اتضاح الحق فيها ، فهذه إذا التبست الأمور على الإنسان ولم يتضح الحق فالواجب عليه أن يتوقف ، أما إذا اتضح الحق من الباطل الواجب الوقوف مع الحق ضد الباطل ، فما يجري لإخواننا المسلمين في سوريا الأمر فيه واضح وضوح الشمس ، فلاشك أن هؤلاء النُصيرية وأعوانهم أنهم ظلموا إخواننا المسلمين في سوريا ، والواجب الوقوف مع المظلوم ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم ، تُطلق الفتنة عند الالتباس عندما تكون هناك أحداث وتكون الأمور ملتبسة فهنا ينبغي للمسلم أن يعتزل هذه الفتنة طلباً للسلامة في دينه .

خالد
** هل يمكن أن يُعطي زكاة ماله لأخيه ؟
دفع الزكاة للقريب عموماً ماعدا عمودي النسب يُشترط فيه شرطان : الشرط الأول أن يكون مستحقاً للزكاة ، والشرط الثاني عدم التوارث بينهما ، والأخ ذكر أن أخاه مستحق للزكاة ، وأيضاً لما سألته هل له ذرية ، قال : نعم له أبناء ذكور ، ومادام أن له أبناء ذكور فمعنى ذلك لا توارث بينهما لأن الابن الذكر يحجب الإخوة من الميراث ، عند الفرضيين قاعدة [ لا إرث للحواشي مع ذكر الفروع ، ولا إرث للحواشي مع الأب للاتفاق ، ولا إرث للحواشي مع ذكر الأصول ] على القول الراجح بأن الجد يحجب الإخوة ، فعلى هذا لا توارث بينهما فأقول للأخ لا بأس أن تُعطي أخاك من زكاتك مادام أنه ليس بينك وبينه توارث ، بل إن دفعك للزكاة إلى أخيك أفضل من دفعها إلى إنسان بعيد ، لأن دفعها لأخيك يُعتبر زكاة وصلة رحم .

شكر وتقدير للمفرغة : رآجية عفو الرحمن
المؤمنة بربهآ
المؤمنة بربهآ