• مرحباً بكم في منتديات ولد البحرين الإسلامية بِحُلّته الجديدة

الإعلام والدعوة ...للشيخ مختار طيباوي

أبو سلمى

<font color="2000ff">مشرف ملتقيات القرآن الكريم +
طاقم الإدارة
الإعلام والدعوة
بين الإخبار بالواقع والأمر بالواجب
سؤال الدعوة بين الأمس واليوم..!
لا شك أن الدعوة في قضايا العقيدة العملية تراجعت بشكل كبير إلى درجة يمكن أن نصف ذلك بالانتكاسة!!
الأسباب كثيرة، من ضمنها أحداث الواقع المضطرب التي جرفتها بعيدا عن رسالتها الأصلية، و أصبح الأمر مقتصرا على مجرد ترديد أحكام إدانة لا يأبه بها الناس لأنها بدون تسبيب ضمن نقاش حقيقي!
لقد تابعت التعليقات حول فيديو أنزلته قناة "الأنيس" على صفحتها تحت عنوان "هذه بعض الجوانب المشرقة لواحدة من الوعدات في الغرب الجزائري فما هي الجوانب المظلمة التي تعرفها في مثل هذه المناسبات"؟
يظهر من خلال العنوان أنه دعوة لمناقشة قضية مهمة، إعادة فتح ملف قضية "تعظيم المشاهد" لكن بطرح ذكي و أسلوب هادئ جاذب للمخالف إلى فضاء النقاش.
يمكن أن نعتبر كلمة" الجوانب المشرقة "مبالغة في الوصف غير دقيقة لكن عندما نجدها مقرونة بكلمة" فما هي الجوانب المظلمة" نفهم أن الإشراق هنا نسبي المقصود به الإيجابيات، وأن الأسلوب ذكي يستدعي المخالف إلى النقاش برفق، لأن الموازنة بين السلبيات والإيجابيات شرط في الحوار الثنائي.
الفيديو عبارة عن مشاهد لألعاب الفروسية ومبارزة العصي وتجمع الناس على ذلك، لا تظهر فيه المشاهد (المعظمة)، ولا يحتوي على إشادة بالمظاهر المنحرفة؛ يحاول أن يعالج من خلال افتعال النقاش انحرافات عقدية وسلوكية تحت حجة "إحياء التراث".
الفيديو دعوة ذكية لتناول الموضوع وكشف المخالفات الشرعية التي تصحب هذه المناسبات والأماكن التي تشهدها، ربما لم يفهم بعضنا رسالته والحاجة إلى إعادة فتح هذا الملف المهم.
ومن المهم أن ندرك الفرق بين الدعوة في المسجد أو في المعهد الشرعي وبين الدعوة في الإعلام المرئي حيث تقتضي بنية الخطاب الإعلامي وشروطه تغطية الأخبار ووصف الواقع كما هو، وعرض رأي المخالف أو حججه لأننا لسنا سفسطائية نبحث عن الإقناع ولكن أهل دين وعلم يكشفون الحقائق للناس من خلال السؤال الصحيح والجواب الدقيق.
و للاتصال متطلباته حيث تتناول القضايا الخلافية بأسلوب غير مباشر حتى يتمكن الخطاب الإعلامي من تجاوز الأحكام المسبقة و النعرات ليتمكن من شغل المجال العام.
لقد تغلغلت العادة في تشكيل الفهم لدينا، وسيطرت على الخطاب الدعوي الذي يعجز عن معالجة سلبياته، التي افشلته أو جعلته خطابا داخليا لمجموعة أفراد يجد صعوبة بالغة في الوصول إلى غيرهم.
منهج أهل السنة كما يقول ابن تيمية في "المنهاج" (1/547)هو "الاخبار بالواقع والأمر بالواجب" فقد أخبر الفيديو بالواقع، وعلى المعلق والشيوخ الأمر بالواجب!
لا يمكن فتح مجال النقاش مع المخالف بابتداء الكلام معه بالإدانة، وبدون تقديم ما يجذبه إلى الحوار كبعض الإيجابيات النسبية أولا ثم بعد الاستماع إليه درء شبهاته بعلم و رحمة.
ربما يعاني الفيديو من نقائص يمكن تداركها مستقبلا مثل ان يتضمن ذكر أحسن كيفية لفصل الإيجابي عن السلبي حتى يكون الحوار بالصور والمداخلات ثم بالتعليق بعيدا..
 
عودة
أعلى