• مرحباً بكم في منتديات ولد البحرين الإسلامية بِحُلّته الجديدة

اساليب التدخل العلاج لصعوبات التعلم النمائية

نورة محمد

Active Member

أولاً: مشكلات الإدراك:
يتضح معنى الإدراك من خلال تعريف كاجان وهيفمان (1973) بأنه "العملية التي يصبح الأفراد من خلالها على وعي بالبيئة المحيطة بهم من خلال تنظيم وتفسير الدلالات والشواهد التي يحصلون عليها عن طريق الحواس". فالإدراك هو عملية تمييز وتفسير المعلومات الحسية، إنه القدرة العقلية لإعطاء معاني للاستثارة الحسية. فعلي سبيل المثال: فإن المربع يجب أن يدرك كشكل كامل وليس كخطوط منفصلة. ولما كان الإدراك مهارة متعلمة ، فإن عملية التدريس يمكن أن يكون لها تأثيرا مباشر علي التسهيلات الإدراكية للطفل.
وقد أكدت نظريات التعلم على أهمية الإدراك فى مجال التعلم المدرسي سواء كان ذلك حسياً أو حركياً، وعلى هذا الأساس فقد يكون الطفل الذي يعاني من مشكلات فى الإدراك الكلي للمثيرات الموجودة أمامه فى موقف التعلم يعاني من مشكلات فى التعلم ناتجة عن هذا العجز أو الاضطراب الإدراكي.

الإدراك والنظم الادراكية:
الأفكار التي نبعت من علم نفس الجشتالت أثرت علي التطور المبكر لمجال صعوبات التعلم. كثير من العلماء الأوائل في المجال – مثل الفرد ستراوس – استخلصوا أن الاضطرابات الادراكية كانت خاصية مشتركة لدي الأطفال الذين قاموا بفحصهم وتعليمهم. ويتضح هذا التأثير القوي لمفهوم الاضطرابات الادراكية في تعاريف صعوبات التعلم، في نطاق العبارة التي تقول: اضطراب في واحدة أو اكثر من العمليات النفسية الأساسية.
وأثبتت العديد من الدراسات وجود المشاكل الإدراكية بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم أكثر من وجودها بين الأطفال العاديين، ولكن هؤلاء الأطفال يتفاوتون فيما بينهم فى طبيعة ونوعية هذه المشاكل التي يعانون منها، فقد يعاني البعض من صعوبات فى الإدراك البصري الذي يتضمن صعوبات فى التنظيم وتفسير المثيرات البصرية، ومنهم من يعاني من صعوبات فى الإدراك السمعي الذي يتضمن تفسير وتنظيم المثيرات السمعية، ومنهم من يعاني من مشاكل أو صعوبات فى الإدراك الحركي أو التناسق العام وتآزر أعضاء الجسم خاصة أثناء الحركة والكتابة أو في التآزر البصري من النظام الحركي، وقد يعاني البعض من أكثر من مشكلة إدراكية في وقت واحد.
وينتج عن ذلك بطء النظم الادراكية، وفقد أو ضياع الكثير من المعلومات وخاصة إذا كان ايقاع عرض أو تدفق المعلومات سريعا. أوعلي الأقل لا يواكب معدل عملية التجهيز والمعالجة لديهم وهو ما يعرف بصعوبات سرعة الإدراك Perceptual Speed . وتبدو أعراض صعوبات التعلم المتعلقة ببطء الإدراك أو النظم الادراكية فيما يلي:
- ضعف ملموس في القدرة علي الاسترجاع poor recall.
- تردد في الأداء المعرفي ورفض أداء المهام retrogression.
- ضعف وانخفاض الانتباه poor attention ، نوبات مزاجية من الغضب الحاد، أو اضطرابات مزاجية حادة temper tantrums ، نوبات مرضية seizures ، استجابات مأساوية أو فاجعة catastrophic responses .
وتشير الدراسات والبحوث إلى أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يتعلمون بأنفسهم تكييف نشاطهم الذاتي كي يتجنبوا زيادة عبء التجهيز والمعالجة، ومن ذلك مثلا ما وجده بعض الباحثين من أن بعض الأطفال يتجنبون النظر إلى وجه المتحدث خلال الحديث. وعندما سئل هؤلاء الأطفال عن سبب ذلك كانت إجاباتهم أنه لا يمكنهم الجمع بين متابعة النظر إلى وجه المتحدث وفهم ما يقول. ومعني ذلك أن المثير البصري موضوع المشاهدة يتداخل مع قدرة هؤلاء الأطفال علي الفهم خلال الوسيط السمعي.

أساليب التدخل العلاجي للصعوبات الإدراكية:
وضع فروسيتج وهورن (1964) برنامج تدريبي لمشكلات الإدراك البصري، يسير البرنامج طبقاً للمناطق التي يتم تقييمها بواسطة المقياس النمائي للإدراك البصري " لفروسيتج وآخرون" (1964). وتتكون التدريبات من:
( 1 ): تدريبات الشكل والخلفية:
يطلب من الطفل أن يحدد الأشكال المتداخلة مع أشكال وخطوط آخرى وأن يتتبع الأشكال فى الأرضية الأكثر تعقيداً.
( 2 ): تدريبات الاتساق الإدراكي:
يتم تدريب الطفل على التعميم الإدراكي وأن يدرك أن الشيء يظل كما هو على الرغم من عرضه فى أشكال وأحجام مختلفة.
( 3 ): تدريبات الوضع فى المكان:
تقدم التدريبات لمساعدة الطفل الذي يظهر ميولاً لعكس الأشياء، ويطلب من الطفل أن يضع نفسه فى مواضع مختلفة فى علاقته بالأشياء الموجودة داخل الفصل الدراسي.
( 4 ): تدريبات التآزر البصري الحركي:
يقدم للطفل مجموعة من التدريبات فى أوراق تتضمن خطوطاً معينة وعلى الطفل أن يرسم المطلوب منه في نطاق الورقة، وصعوبة تلك التدريبات فى تتبع الشكل على الورقة.
( 5 ): تدريبات فى العلاقات المكانية:
هذه التدريبات صممت لتنمية إمكانيات الطفل لإدراك العلاقات المكانية بين الأشياء وتتضمن الواجبات عدداً من الأنشطة يطلب فيها من الطفل ملاحظة العلاقات المكانية.
كما قدم كيفارت وآخرون (1971) برنامجاً للتخفيف من صعوبات الإدراك الحركي تتضمن مجموعة من الأنشطة مثل:
( 1 ): المشي على ألواح خشبية لتدريب الطفل على الاتجاهات، وعملية الوقوف والتوازن.
( 2 ): استخدام خشبة التوازن لمساعدة الطفل على تحديد مركز الجاذبية ومساعدته على تحقيق التوازن للجسم فى الجانب الأيمن والأيسر.
( 3 ): القفز على منصة "البهلوان" للمساعدة فى تكوين مفهوم الجسم والتناسق الجسمي والتوازن السليم.
( 4 ): القيام بتمرينات إيقاعية جسدية تفيد فى عملية التآزر الجسدي باستخدام كلا من الإيقاعات اللمسية والبصرية والسمعية.
ويتم استخدام أسلوب تحليل المهام والعمليات النفسية لعلاج مشكلات الإدراك فى ضوء:
( 1 ): تجديد المشكلة والمهارات الفرعية المرتبطة بها.
( 2 ): تحليل سلوكي للطفل.
( 3 ): تحديد العمليات النفسية المرتبطة بالمهمة المراد تعلمها.
( 4 ): كتابة أهداف العلاج والأنشطة العلاجية الملائمة.


ثانياً: مشكلات الانتباه:
الانتباه عملية معرفية لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر، فالمدرسون يتمكنون فقط من ملاحظة أداء الطفل والوصول الى استنتاجات فيما إذا كان منتبها أم لا، وهذا هو السبب الذي يجعل المحللون السلوكيون ينظرون الى الانتباه على أنه (سلوك الانتباه).
وفي ضوء ذلك يعرف الانتباه بأنه "القدرة على اختيار العوامل المناسبة ووثيقة الصلة بالموضوع من بين مجموعة من المثيرات الهائلة: سمعية، أو لمسية، أو بصرية، أو الإحساس بالحركة التي يصادفها الكائن الحي فى كل وقت" وحين يحاول الأطفال الانتباه والاستجابة لمثيرات كثيرة جداً فإننا نعتبر الطفل مشتتاً، ويصعب على الأطفال التعلم إذا لم يتمكنوا من تركيز انتباههم على المهمة التي بين أيديهم.
وعندما يفشل الطفل فى اتباع تعليمات المدرس فى الفصل والإجابة عن التساؤلات التي توجه إليه أثناء الدرس، فإن انتباهه فى تلك الحالة قد يكون مشتتاً، وعلى النقيض من ذلك فإن الطفل الذي يداوم النظر الى المدرس أثناء الدرس ويشترك معه فى المناقشات التي تدور فى الفصل، ويتبع تعليمات المدرس فإن هذا الطفل يظهر أنه أكثر انتباهاً وتركيزاً فى الموقف التعليمي. وعندما يتشتت انتباه الطفل فإن ذلك يؤدي الى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لديه فى الموضوعات الأكاديمية، مما يوحي بأن لديه مشكلات فى التعلم، وذلك مقارنة بزملائه الأكثر انتباها وتركيزا منه داخل الفصل الدراسي.
وتبدو مظاهر عجز الانتباه فى:
( 1 ): الحركة الزائدة. ( 2 ): الخمول والكسل.
( 3 ): تثبيت الانتباه. ( 4 ): التشتت.
( 5 ): الاندفاعية. ( 6 ): القابلية لشرود الذهن.
أساليب التدخل العلاجي لمشكلات الانتباه:
لا يمكن تحسين سلوك الانتباه بشكل مجرد وإنما يجب أن يتم تحسينه وتطويره بشكل يرتبط بالمهارة وذلك من خلال:
- توجيه انتباه الطفل نحو المثيرات المرتبطة بالمهمة.
- التقليل من المثيرات غير المرتبطة بالمهمة.
- زيادة حدة المثيرات ذات العلاقة بالمهمة.
- استخدام المثيرات والخبرات الجديدة وغير المألوفة.
- استخدام الفرد للحواس أثناء عملية التدريب.
- عرض الموضوعات والمواد فى صورة متجانسة ومتسلسلة.
- زيادة الوقت المطلوب للانتباه.
- وضع عناصر المهمة فى صورة وحدات يسهل تعلمها.
- أن تكون المادة التعليمية المقدمة ملائمة لقدرات الطفل.
- شجع نجاح الطفل باستمرار وعزز المثيرات المرتبطة بالمهمة.
- درب الطفل على أساليب مراقبة الذات والتوجيه الذاتي.

ثالثاً: مشكلات الذاكرة:
الذاكرة هي "قدرة الفرد على الاحتفاظ بما لديه من خبرات متعلمة" ويسمى ذلك النوع من التذكر بالحفظ، أما النسيان فهو "الإخفاق فى في استرجاع الخبرة السابقة للانتفاع بها في مواقف الحياة المختلفة". والذاكرة جزء أساسي وضروري في عملية التعلم. للاستفادة من الخبرات السابقة وربطها بالخبرات الجديدة. وتتألف الذاكرة من ثلاث عمليات:
( 1 ): تصنيف المعلومات.
( 2 ): القدرة عل التخزين والاحتفاظ بالمعلومات فى الذاكرة لاستخدامها مستقبلاً.
( 3 ): القدرة على الاسترجاع واستدعاء المعلومات التي سبق تعلمها.
والذاكرة بهذا المفهوم قائمة على المعنى والحفظ والاسترجاع وقد تكون الذاكرة قصيرة أو طويلة المدى، وهي أما سمعية أو بصرية أو حركية.
ويظهر الأطفال ذوي صعوبات التعلم اضطرابات واضحة فى العمليات التي تتطلب الاعتماد على الذاكرة فى التفكير فمنهم من يعاني من اضطراب واضح فى تذكر المعلومات التي تعتمد على الذاكرة السمعية التي تتعلق باسترجاع المعاني والمفاهيم والخبرات المسموعة، ومنهم من يعاني من اضطراب فى تذكر المعلومات التي تعتمد على الذاكرة البصرية، أو المعلومات المعتمدة على الذاكرتين السمعية والبصرية معاً، كذلك نجد بعض من الأطفال يعانون من اضطراب فى التفكير والقدرة على حل المشكلات وفهمها وتنسيق المعلومات وتنظيم النتائج وقد يجمع البعض بين اضطرابات الذاكرة واضطرابات التفكير معاً فى وقت واحد.
ويذكر كيرك وشالفانت (1984) مجموعها من الاقتراحات العلاجية يمكن للمدرس استخدامها لمساعدة الطفل على تذكر ما سبق وأن تعلمه، والخبرات التي مر بها، ومنها:
( 1 ): اختر المحتوى المراد تعلمه واكتب أهدافاً للذاكرة.
( 2 ): حدد مبدئياً ما يتوقع أن يتذكره الطفل أثناء التعلم.
( 3 ): نظم المعلومات المطلوب من الطفل تذكرها.
( 4 ): اعرض المعلومات بصورة مبسطة ومتتابعة.
( 5 ): اختر استراتيجيات التدريب واسترجاع المعلومات.
( 6 ): علم الأطفال على مراقبة أدائهم على كل من مهمات الاستدعاء والمهمات المعرفية المطلوب تذكرها
 
رد: اساليب التدخل العلاج لصعوبات التعلم النمائية

54.gif


 
عودة
أعلى