إذا عَمِل الإنسان عملا صالحا ثم عَمِل عملا سيئا هل السيئ يمحو الحسن؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مشرفة في أحد المواقع على قسم العلم الشرعي ، وإحدى العضوات طرحت أسئلة تريد الإجابة عليها ، فأخبرتها أنني سأعرض أسئلتها على علماء ثقات ، فأتمنى منكم الرد بارك الله فيكم وزادكم علماً وفقهاً . وهذا نص أسئلتها :
س/ هل الاستغفار يتوقف بالذنب يعني مثلا كنت مستغفرة ثلاثة أيام وبعدها تفرجت مسلسل أو سمعت أغاني أو أي شيء مثل كذا هل يتوقف اللي راح ولا ينحسب لي يعني يروح أجره ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
إذا عَمِل الإنسان عملا صالحا ثم عَمِل عملا سيئا ، فإن السيئ لا يمحو الْحَسَن ، ولا يُحبِط العمل إلاّ الرِّدّة إذا مات عليها صاحبها ، نسأل الله العافية والثبات .
سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله : شخص أدى فريضة الحج وبعدها ترك الصلاة والعياذ بالله ، ثم تاب وصلى ، فهل يلزمه الحج مرة أخرى ؟ باعتبار أنه ترك الصلاة وتارك الصلاة كافر .
فأجاب رحمه الله : إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل ، فإن حَجَّه لا يَبطل ولا يَلزمه حَجَّة أخرى ؛ لأن الأعمال الصالحة إنما تَبطل إذا مات صاحبها على الكفر .
أما إذا هَداه الله وأسلم ومات على الإسلام فإن له ما أسلف من خير ؛ لقول الله عز وجل في سورة البقرة : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حِزام لَمَّا سَأله عن أعمال صالحة فعلها في الجاهلية ، هل تنفعه في الآخرة ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما أسلفت من خير .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : محبطات الأعمال تنقسم إلى قسمين : قسمٌ عام ، وقسمٌ خاص يُبطل كل عمل بعينه ؛ فأما القسم العام المبطل لجميع الأعمال فهو الرِّدَّة ، فإذا ارتد الإنسان - والعياذ بالله - عن دين الله ومات على الكفر يحبط جميع عمله لقوله تعالى : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، أما إذا ارتد ثم منَّ الله عليه فَرجع إلى الإسلام فإن عمله لا يَحبط . ولهذا يسأل كثيرٌ من الناس يقول عن نفسه إنه حج الفريضة وهو يصلي كما يصلي الناس وقائمٌ بشعائر الإسلام ، ثم أتاه وقت ارتد فيه عن الإسلام فترك الصلاة ، ثم منَّ الله عليه برجوعه إلى الإسلام فأقام الصلاة وقام بشعائر الإسلام ، فيسأل : هل بَطل حَجه الذي كان قبل رِّدته فوجب عليه أن يُعيده أم لا ؟
فنقول : لا لم يبطل حجك وليس عليك إعادته ؛ لأن الله تعالى اشترط لحبوط العمل بالرِّدَّة أن يموت الإنسان على الرِّدَّة .
أما الْمُبْطِلات الخاصة ، فهي تختص في كل عمل بحسبه ، فالوضوء مثلاً يُبْطِله الْحَدَث ، والصلاة يُبْطِلها ما تَبْطُل به كالضحك والكلام وشِبْهِه . اهـ .
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=73571
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مشرفة في أحد المواقع على قسم العلم الشرعي ، وإحدى العضوات طرحت أسئلة تريد الإجابة عليها ، فأخبرتها أنني سأعرض أسئلتها على علماء ثقات ، فأتمنى منكم الرد بارك الله فيكم وزادكم علماً وفقهاً . وهذا نص أسئلتها :
س/ هل الاستغفار يتوقف بالذنب يعني مثلا كنت مستغفرة ثلاثة أيام وبعدها تفرجت مسلسل أو سمعت أغاني أو أي شيء مثل كذا هل يتوقف اللي راح ولا ينحسب لي يعني يروح أجره ؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
إذا عَمِل الإنسان عملا صالحا ثم عَمِل عملا سيئا ، فإن السيئ لا يمحو الْحَسَن ، ولا يُحبِط العمل إلاّ الرِّدّة إذا مات عليها صاحبها ، نسأل الله العافية والثبات .
سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله : شخص أدى فريضة الحج وبعدها ترك الصلاة والعياذ بالله ، ثم تاب وصلى ، فهل يلزمه الحج مرة أخرى ؟ باعتبار أنه ترك الصلاة وتارك الصلاة كافر .
فأجاب رحمه الله : إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل ، فإن حَجَّه لا يَبطل ولا يَلزمه حَجَّة أخرى ؛ لأن الأعمال الصالحة إنما تَبطل إذا مات صاحبها على الكفر .
أما إذا هَداه الله وأسلم ومات على الإسلام فإن له ما أسلف من خير ؛ لقول الله عز وجل في سورة البقرة : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حِزام لَمَّا سَأله عن أعمال صالحة فعلها في الجاهلية ، هل تنفعه في الآخرة ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما أسلفت من خير .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : محبطات الأعمال تنقسم إلى قسمين : قسمٌ عام ، وقسمٌ خاص يُبطل كل عمل بعينه ؛ فأما القسم العام المبطل لجميع الأعمال فهو الرِّدَّة ، فإذا ارتد الإنسان - والعياذ بالله - عن دين الله ومات على الكفر يحبط جميع عمله لقوله تعالى : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، أما إذا ارتد ثم منَّ الله عليه فَرجع إلى الإسلام فإن عمله لا يَحبط . ولهذا يسأل كثيرٌ من الناس يقول عن نفسه إنه حج الفريضة وهو يصلي كما يصلي الناس وقائمٌ بشعائر الإسلام ، ثم أتاه وقت ارتد فيه عن الإسلام فترك الصلاة ، ثم منَّ الله عليه برجوعه إلى الإسلام فأقام الصلاة وقام بشعائر الإسلام ، فيسأل : هل بَطل حَجه الذي كان قبل رِّدته فوجب عليه أن يُعيده أم لا ؟
فنقول : لا لم يبطل حجك وليس عليك إعادته ؛ لأن الله تعالى اشترط لحبوط العمل بالرِّدَّة أن يموت الإنسان على الرِّدَّة .
أما الْمُبْطِلات الخاصة ، فهي تختص في كل عمل بحسبه ، فالوضوء مثلاً يُبْطِله الْحَدَث ، والصلاة يُبْطِلها ما تَبْطُل به كالضحك والكلام وشِبْهِه . اهـ .
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=73571
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض