مدخل ... التعريف بالقرآن وفضله ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ..
أما بعد :
الدرس الأول::
في احكام التجويد برواية ورش عن نافع
****تعريف بالقران وفضله ****
في احكام التجويد برواية ورش عن نافع
****تعريف بالقران وفضله ****
*** لكي أستحضر النية يلزمني أعرف قيمة ما أتعلم ؟ لكي أنشط وأتحمس ينبغي أن أتعرف على ما أتعلم
فما هو القرآن الكريم ؟
تعريف القرءان : لغة ً مصدر قرأ أي جمع
ملحظ من الاسم : لكي تكوني صاحبة القرءان حقا لابد أن تجمعيه في قلبك ، تجمعيه بكل مايحتويه من تفاصيل من قراءة وتدبر وتفسير وعمل ، تجمعيه تلاوة وحفظا ً ، ليس حفظا ً فقط ولا تلاوة ً فقط ، بل ليس حفظا ً وتلاوة ً فقط ، ولكن حفظا ً وتلاوة ً وتدبرا ً وعملا ً.
لكي تكون صاحب القرءان لابد أن ترتبط ارتباطا ً كليّاً بالقرءان ، فيكون لك نبراسا ًوهدايةً
تعريف القرءان شرعا ً : هو كلام الله عز وجل المّنَزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي "جبريل عليه السلام" المُفْتَتح بسورة الفاتحة المُخْتتم بسورة الناس والمتعبد بتلاوتهُ .
تعليق على التعريف :
* كلام الله : يخرج منها أي كلام آخر .
* المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : يخرج منه أي كتاب سماوي آخر
* المتعبد بتلاوته: يخرج منه كلام الله تعالى غير القرءان كالحديث القدسي فهو كلام الله تعالى ومنزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولكن لانتعبد بتلاوته بل نأخذ منه الأحكام والعمل
يختلف تعريف القرآن عن الحديث القدسي ، فالحديث القدسي هو كلام الله تعالى ولكن ألفاظه غير توقيفيه بخلاف القرءان فألفاظه توقيفيه فلا يصح أبدا ً استبدال أي لفظ من القرآن بلفظ آخر مرادف له " لم تأت به رواية صحيحة " وإلا كان ذلك تحريفاً أما الحديث القدسي فإذا حدث استبدال كلمة بأخرى مرادفة لها فلست ِ بمأزورة
ملحظ عقدي :
* القرءان: كلام الله تعالى لفظًا ومعنىً تكلم به سبحانه على الحقيقة على نحو يليق بكماله وجلاله على نحو ما أثبت لنفسه وأثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
* القرءان: كلام الله تعالى لفظًا ومعنىً تكلم به سبحانه على الحقيقة على نحو يليق بكماله وجلاله على نحو ما أثبت لنفسه وأثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
* فميزاننا أهل السنة في الأسماء والصفات، قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ﴿الشورى: 11﴾. وعليه نثبت صفة الكلام لله تبارك وتعالى على الوجه اللائق بكماله وجلاله سبحانه.
أسماء القرآن :
للقرآن عدة أسماء منها : -
* القرءان : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان}{ (البقرة )
{إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم} (الإسراء: 9).
* الفرقان : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ) ( سورة الفرقان : 1 ) .
* النور ( فآمِنُوا بَاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذي أّنزَلْنَا ) ( سورة التغابن : الآية 8 ) .
* الذكر : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجر: 9).
* الكتاب : {ذلك الكتاب لا ريب فيه} (البقرة:2).
{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} (الكهف:1)
{وهذا كتاب أنزلناه مبارك} (الأنعام: 92)
وقد بين العلماء - رحمهم الله تعالى - حكمة تعدد الأسماء للقرآن الكريم
فقال الفيروز آبادي - رحمه الله تعالى - : "
اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من الأمور ، أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته ، وكثرة أسماء القيامه دلت على كمال شدته وصعوبته ، وكثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها ، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته ، وكثرة أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - دلت على علو رتبته وسمو درجته ، وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه وفضيلته
صفات القرآن :
للقرآن الكريم أيضا صفات منها :
هدى ،، رحمة ،، موعظة ،، بشرى ،، كتاب مبارك ،،كتاب عزيز ،، بشيرا ً ،، نذيرا ً،، شفاء
( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ) ( سورة الانعام : الآية )
( هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحسِنِينَ ) ( سورة لقمان : الآية 3 )
( إنَّهُ لَقُرءَانٌ كَرِيم ٌ ) ( سورة الواقعة : الآية 77 ) .
( الَر * تِلْكَ ءَايَاتُ اَلْكِتَابِ اَلْحَكِيم ِ ) ( سورة يونس : الآية : 1) .
( إنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ) ( سورة الطارق : الآية 13 ) .
{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران/ 138.
{بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ...} فُصِّلَتْ/ 4.
{وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} الإسراء/ 82.
**عندما سئلت إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت " كان خلقه القرءان " .
* فنسعى أن يكون هدفنا أن نتخلق بأخلاق القرءان في كل نواحي حياتنا ، أن يكون القرءان هو حياتنا ، هو النفس الذي نتنفسه .
* القرءان هو أساس كل العلوم ، هو السبيل للفقيه والمفسر، لمتعلم التوحيد، أهل الحديث فالكل لابد أن يرجع للقرءان ،من ابتغى الهدى في غيره أضله الله .
في فضل القرآن الكريم :
قال علي رضي الله عنه القرآن : ( هو حبل الله المتين والصراط المستقيم والنور الهادي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم، وهو الفصل ليس بالهزل ،من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن دعى إليه فقد هُدي إلى صراط مستقيم )
قال الله تعالى : " وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا " [ النساء87 ] ، وقال تعالى : " تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى" [ طـه4 ] وقال تعالى : "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [ المائدة16 ]
فضل تلاوة القرآن :
يقول الله تعالى :
{ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْآنِ} ( المزمل )
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } (القمر )
{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } (البقرة 121)
التلاوة هنا لها معنيان : المعنى المعروف وهو القرءاة والتجويد ومعنى ً ثان ٍ جميل وهو الإتباع أي أنهم يتبعون القرءان حق الإتباع ،، يحتكمون إلى القرءان في كل حياتهم " فيه نبأ ما قبلكم وحكم ما بينكم وخبر ما بعدكم"
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : -
* عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) . أخرجه مسلم
* عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ,فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وأحمد والحاكم وابن حبان
* عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة , والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف , ألف حرف ولام حرف وميم حرف" رواه الترمذي والدارمي وغيرهما وصححه الألباني
* عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" رواه البخاري ومسلم
السفرة : جمع سفير وهم الملائكة الذين يحملون الوحي والرسالة
الدليل على أهمية ترتيل القرآن بالتجويد :
* قوله تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلا) ( المزمل )
* عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت , يتغنى بالقرآن يجهر به " رواه البخاري
قراءة القرءان بالتجويد جهرا ً أدعى لتدبر معاني القرءان
*عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن) رواه البخاري والتغني به هو تحسين الصوت مع الإلتزام بقواعد التجويد
* عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن عبد الله بن قيس أعطي مزمارا من مزامير آل داود" رواه مسلم وغيره (عبدالله بن قيس هو أبو موسى الأشعري )
* عن البراء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " حسنوا القرآن بأصواتكم , فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسناً" رواه البخاري ومسلم
*قال الإمام النووي رحمه الله تعالى وقد أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرءان وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة فنحن مستغنون عن نقل شئ من أفرادها ودلائل هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : مستفيضة عند الخاصة والعامة
*وقال أيضا ً :يستحب تحسين الصوت بالقرءاة وتزيينها مالم يخرج عن حد القرءاة بالتمطيط فإن أفرط حتى زاد حرفاً أو أخفاه فهو حرام .
[font="]* وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سئل عن التجويد " تجويدك للحروف ومعرفة الوقوف "
[/font]